أحب الأعمال إلى الله في ظل الأزمات
السؤال :
ما هو أحب الأعمال إلى الله في ظل الأزمات التي تعاني منها الأمة في هذا العصر، وفي هذا الوقت، خاصةً وأن اليمن تعاني، وخاصة في المناطق التي نجد أنفسنا فيها ضيقين، ومع انقطاع الرواتب والأزمات التي تحصل، فما أحب الأعمال إلى الله في ظل هذه الأزمات؟|ونتمنى أن لو شرحتم لنا وللآخرين بحيث يعلم الجميع ما هي أحب الأعمال فيتقربون بهذه الأعمال إلى الله؟
الإجابة
الأخ مختار يتحدث عن واجب الوقت، في ظل ما نعيشه اليوم في اليمن، والحقيقة أن هذا ما يعيشه المسلمون في أماكن كثيرة، فإن أحب الأعمال حقيقةً تختلف باختلاف الأشخاص، لكن أقول: أن هناك أمورًا مهمةً جداً، ينبغي أن تُستصحَب في هذه الفتن، وفي مثل هذه الظروف التي نعيشها، الفتنة دائماً تأخذ بعقول الناس، وتذهب بهم يمنة ويسرة، فخير ما تستقبل، أو ما تدرأ به هذا هو العودة إلى الله، والتوبة النصوح، وهذا لأنه بلاء، وما نزل بلاء إلا بذنب، وما ارتفع إلا بالتوبة، والعودة إلى الله، والرجوع إلى الدين، والصلاة، والابتهال إليه، والدعاء، والتضرع، ولذلك ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- بين العبادة وبين الفتن، كما قال -عليه الصلاة والسلام- :"العبادة في الهرج كهجرة إلي" رواه مسلم، حيث جعل العبادة في الهرج، أي: القتل، كهجرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "لا إله إلا الله ماذا أُنزل الليلة من الفتنة، من يوقف صواحب الحجرات" رواه البخاري. كيف ربط بين الفتنة وبين العبادة، وقيام الليل، من يوقف صواحب الحجرات أي: يصلين، أو يذكرون الله في هذه الساعة، وكذلك قال -عليه الصلاة والسلام- :"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم" رواه الترمذي، فجانب العبادة هو جانب روحي، أو ايماني، يتسلح به الإنسان، ويثبت، والجانب الثاني في الحقيقة، هو مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنحن أمام منكر غزا اليمن، جريمة منظمة ميليشيا، هذا الجرم، وهذا العمل الذي سالت فيه الدماء، وانتهكت فيه الحرمات، وفجرت فيه البيوت؛ من أجل ذلك يجب الوقوف أمام هذا المشروع، كل بحسب طاقته، إما باللسان، أو باليد، أمام هذا المشروع الاجرامي الذي يأكل الأخضر واليابس.
فالذين يرابطون في الثغور، من المقاومة الشعبية، ممن يتصدون لهذا المشروع، فهذا هو أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وأما الجانب الثالث، فهو الجانب الإغاثي، والإنساني، والخيري، فهناك بلا شك أسر كثيرة متضررة، وهناك مع الأسف معاناة إنسانية، تاجر بها الانقلابيون، وهناك أمراض وجرحى، فمن يستطيع أن يقدم لهم العون، ويقدم لهم الخير، إمّا بماله، أو بجاهه، كجمعية خيرية، أو مؤسسة خيرية، أو أفراد، أو محسنون، أقول هذا من أحب الأعمال، لا سيما ونحن قادمون على شهر فضيل، فهناك حر، وهناك ظروف صعبة مأساوية، وبالذات في المناطق التي يسيطر عليها هؤلاء الانقلابيون، وأخص بالذكر منطقة تهامة ففيها حر شديد، وفيها ظروف إنسانية قاسية، وفيها معاناة، فهؤلاء يضيفون إلى البؤس بؤساً آخر، وهو بؤس فرض الأموال على الناس، وتهديد الناس، وهم الآن صاروا يتاجرون بالناس، ويختطفونهم، ويطلبون أموال للإفراج عنهم، ولا ذنب لهم، ولا جريمة، فمن يستطيع أن يقدم لهم العون من الجمعيات الخيرية، والمؤسسات، فليفعل، وبفضل الله ففي اليمن مؤسسات خيرية، لها جهود جبارة، كما يجب أن تتحرك في الأيام القادمة، في رجب، وفي شعبان، وفي رمضان؛ لتغيث الناس، فهذا من أحب الأعمال إلى الله.
2021-09-12 07:02:49