أحكام عيد الفطر
السؤال :
ما هي بعض أحكام عيد الفطر؟
الإجابة
من أهمها بلا شك زكاة الفطر التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم، وقد سبق الحديث عنها، فينبغي للإنسان أن يبادر لإخراجها، واخراجها الفاضل يخرجها قبل صلاة العيد قبل خروجه لصلاة العيد هذا هو الأفضل، وإن أخرجها بعد غروب شمس ليلة العيد، فهذا حسن ولو قدم ذلك بيوم أو يومين أو ثلاثة فلا بأس به، ولا ينبغي له أن يؤخر إخراج زكاة الفطر عن صلاة العيد، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم جوازها وهو مقتضى حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من أداها قبل الصلاة، فهي صدقة مقبولة، ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات أيضاً "من الآداب التي الإنسان ينبغي له أن يحرص عليها التكبير عند إكمال عدة شهر رمضان لقوله جل وعلا" الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَداكم وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "[ سورة البقرة : من آية 185 ]فمن سُنة العيد وبعد ختم الصوم بعد غروب شمس، فيسن للمسلمين أن يكّبروا ويجهروا بذلك الرجال في مجامعهم وفي أسواقهم وفي ، فإن هذا سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم" يُكّبر إلى أن يأتي المُصلى ويبدأ بالصلاة، ثم الخطبة"، وكذلك شرع للمسلمين أن يكّبروا ويرفعوا أصواتهم كما ثبت عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من حديث ابن عباس وغيره، وربما كثير من الناس يتساءلون عن الصيغة التي يكبرون بها الأمر في ذلك واسع، وقد جاء عن الصحابة عدد من صيغ التكبير منها حديث مسعود" الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"، أو غير ذلك من الصيغ كل ذلك واسع قد جاء عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فعلى الإنسان أن يُكثر من التكبير في ليلة العيد، وصبيحة العيد إلى أن يأتي الإمام ويصلي بالناس، فينبغي للمسلمين جميعاً أن يحرصوا على التكبير في العيد، ومن ذلك أيضاً من الأمور التي أو الأحكام التي ينبغي العناية بها صلاة عيد الفطر فإن صلاة عيد الفطر تعتبر من أعظم الأعمال في يوم العيد وقد ذكر الله عز وجل الأمر بها في الكتاب بقوله جل وعلا "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "[ سورة الكوثر : 2 ] وقد ذكر أكثر المفسرين أنَّ المعنى المقصود به صلاة العيد( فصل لربك) ومن السُنة الثابتة المتواترة على النبي أنَّ كان يصلي العيدين، وقد ثبت ذلك من غير حديث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر مجمع عليه، النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي الأعياد كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وحكم صلاة العيدين في قوله أكثر الفقهاء أنها سُنة مؤكدة، ذهب بعض أهل العلم إلى أنها فرض كفاية، بل منهم من قال أنها فرض عين، ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على فعلها بل إن النبي صلى الله عليه وسلم " بشهودها لمن لا يشهدها "عادة فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أم عطية رضي الله تعالى عنها قالت: " أمرنا أن نخرج العواتق، وذوات الخدور، والحيض و أن يعتزلن الحيض مصلى المسلمين" فهذا الدليل على أنه قد أمر للخروج لصلاة العيد من ليس من أهلها من ذوات الخدور؛ ذوات الخدور أي النساء اللاتي عادة لهن أو الابكار التي لا تخرج ولا تبرز عادة، وكذلك العوائق أي التي لا تخرج من النساء و أمرت بالخروج لشهود صلاة العيد، وكذلك الحيض التي بشأنها أنها لا تصلي، لكن تشهد الخير ودعوة المسلمين وهذه من الأدلة التي حرص عليها الإسلام أن يشهد الأعياد الكبار والصغار والنساء وسائر الناس، أي سائر المسلمين يشهدون هذا المشهد العظيم من شعار المسلمين، فينبغي الحرص عليها، لكن ينبغي أيضاً للنساء إذا خرجن فليتأدبن بآداب الإسلام فلا يزاحمن الرجال ولا يتبرجن، ولا يظهرن الزينة فإن هذا لا يجوز وينبغي للإنسان أن يحرص على صلاة العيدين؛ لأنه قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها جميع المسلمين أن يشهدوها ويحضروها و يحرصوا عليها وصلاة العيدين، كما ثبت في السُنة أن النبي صلى الله عليه وسلم "أول ما وصل إلى المصلى صلى ركعتين قبل الخطبة وبدون أذان ولا إقامة" فلا يشرع أي شيء حتى التنبيه أن يقال صلاة العيد أو صلاة جامعة أو نحوها، هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يشرع الإمام في التكبير وهي ركعتين لها تكبيرات الزوائد سُنة وليست واجبة بمعنى يكّبر سته أو سبعة بعد تكبيرة الإحرام، فإذا كّبر تكبيرة الإحرام يكّبر بعدها على الولاء، ويقع دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام أو بعد الفراغ من التكبير فيقرأ بعد ذلك يستعيذ بالله عز وجل و يبسمل ويقرأ الفاتحة وسورة من القرآن، والسور التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها سورة سبح، الغاشية في الأولى سبح والثاني الغاشية أو سورة قاف واقتربت الساعة وانشق القمر، وإنْ كان ذلك يشق اليوم على الناس قراءتها فلا بأس أن يقرأ بسبح حول الغاشية أو ما سواها من السور، لكن هذا هو الأفضل الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الركعة الثانية يكبر خمسة تكبيرات سوى تكبيرات الانتقال أيضاً هذه الصفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي الأفضل، وإن لم يكبر تكبيرات الزوائد أو أخطأ فيها أو نسي فلا شيء عليه لا شيء عليه وصلاته صحيحة، كذلك من الأمور التي ينبغي الاهتمام بها قبل الذهاب إلى الصلاة هناك سُنن ينبغي له أن يهتم بها منها الغسل فإن الغسل في العيدين ثبت من فعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من حديث ابن عمر وصح عن علي رضي الله تعالى عنه أيضاً فيستحب غسل العيدين وهو أيضاً قياسًا على الجمعة ويستحب، أيضاً أن يتنظف ويتطيب ويتسوك ويتجمل فيلبس أحسن ثيابه لحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم اشترى عمر رضي الله تعالى عنه حلة للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له تجمل بها للعيد، والوفود فاستفاد منه أهل العلم أن للعيد حالة خاصة أنَّ الإنسان يلبس أحسن ثيابه، وفي العيدين ويستحب أيضاً قبل أن يخرج لصلاة العيد أن يأكل تمرات ولتكن وترا، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالأفضل أن يأكل قبل خروجه للصلاة، كما أنه في صلاة عيد الأضحى لا يأكل حتى يرجع فيأكل من أضحيته وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن آداب العيد أن يخرج إلى العيد ماشيًا وعليه السكينة والوقار وهذا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج العيد ماشيًا، فطبعًا قد يقول قائل ربما اليوم مصليات العيد بعيدة والإنسان لا يستطيع الوصول إليها إلا بالسيارات فهذا لا بأس به إن كان هناك ضرورة أو مشقة زائدة أو لا يستطيع الذهاب أو ستفوته الصلاة بمثل هذه الأعذار، لكن إن لم يشق عليه و أمكنه أن يبكر فإن المشي من سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عمل بذلك أكثر أهل العلم فيستحبون أن يخرج رجل العيد ماشيًا كما يرجع ماشًيا كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأيضاً من الآداب أنه يستحب للإنسان أن يصلى العيدين في المصلى فإن كثير من الناس ربما تسأل أيهما أفضل يصلي في المساجد أم في المصلى.
أولاً :الصلاة في المساجد مشروعة جائزة، ولكن الأفضل في قول أكثر الفقهاء والذي عليه عمل النبي واصحابه وخلفاؤه أن يُصلى في المصلى؛ والمصلى موضع خارج في الفضاء فيصلي والعلة من ذلك هو حتى يتسع للصلاة عدد كثير فيحضرها أيضاً ويحضرها من لا يستطيع حضورها في كالحيض كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تخرج الحيض، ولكن تعتزل موضع الصلاة فقط فإذًا هذا هو الأفضل والاكمل، لكن لو صليت في المساجد وخصوصاً إن كان هناك عذر أما والاعذار متنوعة منها المطر و الخوف و المشقة، فإن كانت هناك مشقة على الناس من الذهاب للمصليات فيجوز ذلك قد تؤدى الصلاة في المساجد إلا المسجد الحرام ، فإن الذي عليه عمل الناس من الزمن الأول كما نص على ذلك الفقهاء أن الصلاة في الحرام أفضل من الصلاة في المصليات، و أما ما سواها فإنه يصلى في المصليات، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى وترك مسجده مع أن الصلاة في مسجده بألف صلاة مما دل على أنَّ السُنة و الأفضل هو ذلك، ثم إذا خرج إلى المصلى فإنَّ الإمام يبادر بالصلاة يعني يبدأ بالصلاة كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، و أما المأمومين فإنه يسن لهم أن يبكروا بالذهاب إلى المصلى، و إذا حضروا للمصلى هل يصلون تحية المسجد أو تحية الصلاة أي يصلوا ركعتين أم لا هذه مما اختلف فيه الفقهاء، فمنهم من يقول يصلي، ومنهم من قال لا يصلي و الأقرب أنه إن كانت الصلاة في المصلى فإنه لا يشرع الصلاة وان كانت الصلاة في المسجد فإنه يؤدي الإنسان تحية المسجد هذا الأقرب و الصواب والله أعلم، لكن من صلى فلا ينكر عليه ومن ترك الصلاة في هذه المسألة فالأمر فيه واسع، أيضاً ينبغي أن يحرص الإنسان كما يعني أنْ يحرص في حال يستحب له كما قلنا يكثر في طريقه إلى المصلى من رفع صوته بالتكبير فإنَّ السُنة أن الإنسان يجهر بالتكبير كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من التكبير حتى يخرج الإمام فيصلي بالناس فإذا كّبر الإمام كبروا معه، وإن لم يكبر الإمام فإنهم يمسكون عن ذلك فإنَّ التكبير في صلاة عيد الفطر ينتهي بشهود الإمام والصلاة والخطبة فإذا فعل ذلك فقد انتهى التكبير فلا يشرع بعد ذلك أن يكبر في يوم العيد هذا ما احببت أن أذكر به نفسي وإخواني في هذا اليوم نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، و أن يوفقنا لهداه ونجعل لنا خالصًا وفي رضاه من الأشياء التي نذكر بها أنفسنا، و أيضاً أنه قد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لنا "صوم ست من شوال "فقال صلى الله عليه وسلم :"من صام رمضان ثم اتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر" أي صام السنة كلها؛ وذلك لأن صوم شهر رمضان بعشرة أشهر وصوم ستة أيام بشهرين الحسنة بعشرة أمثالها، فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يصوم الستة من شوال، فهل يصومها متتابعة أم مفرقة؟ الأمر في ذلك واسع له أن يصوم بعد يوم العيد ويتابعها، وله أن يفرقها في أثناء الشهر ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوم ست من شوال وهذا يعني سواء كان متتابعاً أو مفرقاً يجوز ذلك، فبعض الناس يتيسر له أن يصوم بعد يوم العيد ويتابعها ومنهم من لا يتيسر له ذلك، فالأمر فيه واسع يفعل هذا أو هذا، وهذا من فضل الله جل وعلا حيث أنَّ الله عز وجل شرع لنا من العبادات من نفلها ما يعني يجبر النقص في أصلها أو في فرضها، و أيضاً يكمل فضلها وأجرها ولينال المسلم فضل العبادة نفلاً وفرضًا، وهذا من فضل الله جل وعلا علينا، أيضاً أيها الإخوة من الأمور التي شرعت في العيد وهو التهنئة به وبعض الناس يسألون عن التهنئة عن العيد يهنئ بعضنا بعضاً بالعبارات التي جرت العادة بها سواء كان عيد مبارك أو نحوها أو تقبل الله منا ومنكم وقد فعل ذلك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فالتهنئة بالعيد أصله مشروع، ويعتبر العيد من يوم فرح وسرور وغبطة على أثر عبادة عظيمة وهي صوم رمضان ويشكر الله جل وعلا على ذلك.
2021-12-15 13:43:12