الاستثمار مع الأب
السؤال :
يرجى إعطائنا فتوى شرعية بخصوص استفسارنا أدناه أنا رجل أعمل في التجارة وفي إطار أسرة تجارية من الأسر الرائدة وأعمل مديراً في شركات والدي – حفظه الله – ولدي عدد من الإخوة والأخوات قبل ثلاثين عاماً تقريباً وبعد تخرجي من الجامعة وانضمامي للعمل في شركات والدي أخبرني شفوياً أن أي شركات جديدة أؤسسها وأديرها أنه سيمنحني فيها نسبة مقابل ذلك المجهود وقد حددها في بعض الشركات (العشر) وفي الأخرى (الخمس) على أن يكون ذلك منحة منه لي مقابل تأسيسي لها وإشرافي عليها وإلى آخره من الجهود التي أقوم بها . الآن وبعد أن مضت ثلاثة عقود لمست من والدي تحرجاً إزاء تنفيذ ما وعدني به وهناك اعتراضاً من بعض إخواني الذين عرض عليهم الوالد ذات العرض نفسه لكنهم لم ينجزوا شيئاً لذا نرجوا شاكرين رأي الشرع في هذا الأمر ونأمل أننا من خلال فتواكم نصل إلى قرار يساعد والدنا – حفظه الله – في اتخاذ القرار الذي يؤيده الشرع وهو – حفظه الله – دائماً ما يحافظ على تنفيذ الشريعة الإسلامية ولكن في موقفنا هذا لعله يكون قد غم عليه الأمر كما أننا أيضاً لسنا متأكدين من أن ما وعدني به يصح شرعاً أو لا ويحقق العدالة أو لا؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء طالب الفتوى / رجل أعمال يمني
الإجابة
فأصل رأس مال ملك للوالد وعمل الأولاد مع أبيهم يرجع إلى العرف السائد والمعمول به في أوساط تلك البيوت الثرية فإن كان العرف أن الولد العامل مع أبيه يكون شريكاً لوالده بنسبة معينة من الفائدة فذاك وإلا فيعطى راتباً يليق بأمثاله وفي حال قسمة التركة فمن كان يعمل مع أبيه بنسبه فيأخذ حقه من رأس المال يضاف إليه نسبته من الربح وأما الذين لا يعملون مع أبيهم فيأخذون حقهم من مخلف أبيهم فقط وطالما وقد حفز الوالد جميع أبنائه على هذا التنافس في تأسيس الشركة ومتابعتها حتى تخرج إلى الوجود ناجحة فله نسبة معينه فالواجب على الأب أن يفي بوعده لمن أنجز المهمة من أبنائه والوفاء بالوعد خلق عظيم وقد وصف الله به نفسه فقال:((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)) والوفاء بالوعد من أخلاق أهل الصلاح والإيمان قال تعالى ((والموفون بعهدهم إذا عاهدوا)) فالواجب على الأب أن يفي بما وعد به و ليعطي لابنه ما كان وعده به مقابل جهده الكبير الذي بذله قال تعالى: ((وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً)) والمسلمون عند شروطهم كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم – هذا والله أعلم وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه
2021-09-25 12:07:39