الاعتقاد في أن صاحب قبر يستطيع أن يأتي بأولاد
السؤال :
س:بعض الناس يقول لمن لم يعش له أطفال اشتر أولادك من أحد الأولياء من أجل أن لا يموتوا وهم صغار فما هو حكم من يعتقد هذا الاعتقاد أو يدعو إلى هذا ولكم من الله الأجر والثواب ؟|
الإجابة
ج:اعلم أنني قد أجبت مراراً أن هذه الظاهرة ليست خاصة بأرض اليمن بل هي في اليمن أخف من غيره من أقطار العالم الإسلامي إلا القليل منهم وقليل ما هم وذلك أن العقيدة في القبور قد عم بها البلوى في أكثر الديار الإسلامية إلا من رحم الله ممن لم يعتقد في القبور وهم القليل من الناس فالعقيدة في السيد عبد القادر الجيلاني وفي الإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيد أحمد البدوي والسيد المرسي أبو العباس والإمام علي بن موسى الرضي وغيرهم من العلماء والأولياء لا ينكر أحد ممن قد شاهد ما يعمله الناس عند قبور هؤلاء من البدع والاستغاثة بهم ومناداتهم وطلب قضاء الحوائج منهم وأنا قد شاهدت ما يعمله الناس عند قبر المرسى أبو العباس المقبور في (الاسكندرية) وعند قبر السيد أحمد البدوي في مدينة (طنطا) بالوجه البحري من الديار المصرية شاهدت ما يشمئز منه نفوس الموحدين وكذلك رأيت عند قبر السيدة زينب والإمام الحسين بن علي ما تقشعر منه جلود المؤمنين بالله وحده وأخيراً نظرت بعيني عند قبر الإمام علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن زين العابدين علي بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي رضوان الله عنهم جميعاً في مدينة مشهد المعروفة بمركز محافظة خراسان بالديار الإيرانية أشياء ما كنتُ أصدقها لولا أنني شاهدت ذلك كله بعيني فإني وجدتهم يطوفون حول ضريح الإمام على الرضا رضوان الله عليه كما يطاف حول الكعبة ويقصدون هذا القبر كما يقصد المسجد الحرام ويمكثون في مدينة مشهد الأيام والأشهر والأسابيع في عدد ضخم لا يتصوره الإنسان حتى لقد بلغ عدد هؤلاء في بعض الأعوام ما يقرب من مليون ومأتي ألف وخمسين ألفا على كل فالاعتقاد في القبور قد شمل الكثير من الأمصار الإسلامية ولم يخص اليمن وحدها وإن كان يوجد السذج والجهلة فيهم من يعتقد في العيدروس أو ابن علوان أو المهدي وغيرهم لكنها ليست هي الأرض الوحيدة التي قد يوجد فيها من المخرفين من يعتقد في القبور كما يتوهم البعض من المستفتين ومنهم صاحب هذا الاستفتاء والإسلام لا يجوز أن يشتري أحد من صاحب القبر أولاداً إن كان الطالب عقيماً لا يوجد له ولد ولا أن يطلب الإنسان الصحة والشفاء والعافية أو الحياة لأولاده إن كانوا يمرضون أو يموتون صغاراً وهكذا لا يجوز الإسلام للمسلم أن يستغيث بالمخلوق عند الشدائد ولا أن يطلب منه قضاء الحاجة عند الملمات ولا أن يسأل أي شئ مما لا يسأل عنه غير الله I بل يطلب الإسلام من المسلم أن يسأل الله I وأن يعمل وأن يدعو الله في الرخاء وفي الشدة أي حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة وليقل كما قال نبي الله يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وهو في بطن الحوت والحوت في خضم البحر في الليل المظلم حيث قال (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)( ) كما قال الله U ونادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين والمراد بالظلمات هي الظلمات الثلاث ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل كما قال علماء التفسير رحمهم الله جميعاً قال الله تعالى (فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) ( ) فمن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يجوز له شرعاً أن يعتقد أن صاحب القبر قادر على أن يجعل العقيم ولوداً .
لقد ناديت لو أسمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت لها أضاءتولكن أنت تنفخ في رماد
2021-08-22 11:56:53