فتاوى

طبعاً هناك حلقة مفقودة فالتربية الروحية أو أعمال القلوب من الخشية الخوف، ومن الرجاء، و إلى آخره من الأعمال الكثيرة، هذه مهمة جداً والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتني بها وكان الصحابة رضوان الله يتفقدون أنفسهم، ويتفقدون قلوبهم يتفقدون أعمالهم، وربما رجعوا على أنفسهم باللوم، مثل حنظله المُسيرة رضي الله عنه حينما مر بأبي بكر رضي الله عنه، فقال له أبو بكر كيف أصبحت يا حنظلة، قال نافق حنظلة قال كيف نافق؟ كيف نفقت؟ قال نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الذكر يذكرنا بالله، وبالجنة والنار حتى كأنه ننظر إليها بأعيننا، فإذا سرفنا عافسنا الأزواج الأولاد والضيعات غفلنا كثيراً، أو نسينا كثيراً، أبو بكر الصديق قل والله إنا لنجد ذلك كلنا نجد شك في عرسه، وتذكر أنه بالفعل واقع في هذا الذي يشكو منه ذلك الرجل فذهبَ معاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و شكى إليه ذلك قال له حنظله نافق حنظله يا رسول الله قال كيف؟ شرح له كما شرح أبي بكر، فقال لو أنكم تدمون ما أنتم عليه عندي في الذكر فأذكر الملائكة على فروشكم وفي طرقكم، ولكن ساعة وساعة يا حنظلة ساعة تكونون على هذا المستوى من الذكر ومن الاستحضار، ومن المراقبة، ومن يقظة النفس، ويقظة الضمير والقلب، وحيناً تمارسون حياتكم الأخرى التي ليس معناها يعني ساعه لربك وساعه لقلبك كما يقولها بعض الناس ساعة طاعة وساعة معصية لا، ولكن من هذه العلياء التي وضعتم أنفسكم فيها في وقت من الأوقات لتكونوا بشر عاديين يعني تأخذون، وتعطون، وتبيعون وتشترون، وتحرسون، وتمزحون، تعاشرون الأزواج و الأولاد من غير أن تقعوا في المحظور أو من غير أن تقعوا في الغفلة التي لا تليق بالمؤمن، إذاً فمراعاة النفوس، مراعاة القلوب، مراعاة الآداب في مجملها هي العلاقة بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى، بل أنا اضيف إلى ذلك يجب أن نعتني بأعمال القلوب التي هي كما قلت يعني علاقة مع الله عز وجل، و بالآداب و الأخلاق التي هي علاقة بيننا وبين الخلق من الحلم، والصبر، والتواضع والرحمة، والصبر، والصدق، كم نعد من الأخلاق، وهذه الجفوة حقيقةً كلا الجانبين كيف بالنسبة لمن ذكرت، ومن يرى فيهم القسوة، و يُرى فيهم عدم اللين، وعدم الروحانية التي يريدها أو ينبغي للمسلم أن يكون عليها هؤلاء عندهم تقصير، وينبغي أن يعالجوا مما هم فيه.
الجانب الآخر لا يلامون على الأخلاق، لا يلامون على التواضع، لا يلامون على الرقة، لا يلامون على الذكر الذي لا يتعدى حدود المشروع هذا مطلوب، وإن كانوا صوفية، وإن كانوا ما كانوا، فينبغي أن يُعترف لهم بالحق، ويعترف لهم بالصلاح الذي هم عليه، لكن إذا تجاوز الأمر إلى أمور مبتدعة سلوك غير سوي أي شدة زائدة على ما شرعه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، هنا يُلام الإنسان، وكلا طرفه قصد الأمور نميمُ كنا نترك لهذا الطرف من الناس الجانب كله هذا غلط، بل من يزعم أنه يتّبع الرسول صلى الله عليه وسلم عقيدته وفي عبادته لا يمكن له الاتباع ولا يكفي ذلك، إذا لم يكمل بالخلق يعني بالذات خلق الرحمة، خلق الشفقة المحبة التي جعلها الله عز وجل شرط لدخول الجنة محبة بين المسلمين شرط لدخول الجنة (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه أفشوا السلام بينكم) شيء غريب أن نعتبر المحبة بعض الأحيان نضحك على أنفسنا نقول والله أنا أحبك مع أنه جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم شرط للإيمان، و الإيمان شرط لدخول الجنة فكون الجميع يسعى لتخليص نفسه من الشوائب التي تمنع من محبة إخوانه هذا جهاد كبير.