التقيد بالذاهب الأربعة واتباع الأقوى
السؤال :
ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة، و اتباع الأقوى لهم على كل الأحوال و الأزمان؟
الإجابة
المذاهب الأربعة جعل الله سبحانه و تعالى لأصحابها لسان صدق و الذين كان لهم مذاهب من العلماء كثر، و لكن الله عز وجل أراد أن يثبت ويبقى هؤلاء الأربعة تبقى مذاهبهم وتنتشر بين الناس، فلا شك أنها طُرق لفهم الدين، طُرق للتفقه في الدين، طُرق تقييد وتأصيل وتوثيق المسائل الفقهية، و إيصالها إلى الناس بطُرق معينة كل مذهب له طريقته في ذلك، واشتهر من بين المذاهب الكثيرة التي كانت موجودة هذه المذاهب الأربعة (مذهب أبي حنيفة، و مالك بن أنس، و محمد بن ادريس الشافعي، و أحمد بن محمد بن حنبل) هذا من حيث الجملة هذا يعني أمر موجود و أمر مسلم به، وهيأ الله لهؤلاء الأئمة من يقوم على مذاهبهم ويخدمها الخدمة الكبيرة بالتخريج، بالتأصيل، بالاستدلال بدرء التعارف فيما بينها استدراك إلى آخره لتصل إلى مستوى من النضج ومستوى من وضوح ومن التأصيل الجيد، فلذلك انصرف الناس إليها، فكل أهل المنطقة أو جهة من جهات بلاد المسلمين اختاروا واحدا من هذه فأصل المذهب، ليس مذموماً أصل أن يكون المسلم يسير على طريقة إمام من الأئمة ومدرسة من المدارس الفقهية، كان الصحابة رضوان الله عليهم هناك من يتابع زيد بن ثابت، هناك من يتابع مسعود، هناك من يتابع ابن عباس وغيرهم في التابعين كذلك كانت هناك مدارس لكنها لم تكن قد أخذت الإطار الكامل كما أخذته المذاهب الأربعة ، وكذلك طالب العلم الذي ينشأ في بلد أهله حنابلة، في بلد أهله شافعية، في بلد أهله مالكية، فإن نشأته ينبغي أن تكون على ما هو موجود فيه البلد، لكن ينبغي على العلماء و الفقهاء و المربين و الذين يقدمون هذه المذاهب للناس أن يتخلقوا بأخلاق الأئمة الأربعة أنفسهم، الذين يقولون إذا صح الحديث، فهو مذهبي إذا رأيتموني أخالف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فارموا بقولي عرض الحائط لا تقلدوني ولا تقلدوا فلانا ولا فلانا، ولكن خذوا من حيث أخذنا، فينبغي للذين يفقهون الناس في هذه المذاهب أن يعطوهم الدفعة القوية لأن يتحروا الحق معلوم أن ليس كل مذهب أو ليس كل مسائل مذهب هي كلها صحيحة، معلوم هذا و كل مذهب يعترف أن ليس كل ما عنده صحيح، بل عنده الصحيح و عنده الخطأ فنتمسك بالصحيح و نترك ما ظهر أنه خطأ ونجتهد في ما هو بين ذلك هذا هو الواجب، لا نستعجل نرفض المذاهب ولا نتعصب فنرد الأدلة الصحيحة من أجل أن المذهب قد خالفه.
2021-11-15 07:31:46