الصدقة على ذي الحاجة، أو عمرة في رمضان
السؤال :
مع قدوم شهر رمضان، فقد وردت أحاديث في فضل العمرة فيه، وأنها تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن لنا اهلنا في اليمن، وظروفهم قاسية، فأيها أفضل: أن أتصدق بالمبلغ الذي سأذهب به عمرة، ويكون أجرها أعظم، أم أذهبُ العمرة؟
الإجابة
ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن العمرة في رمضان تعدل حجة، وفي رواية تعدل حجة معي (أي: مع النبي -صلى الله عليه وسلم-)، هذا حديث صحيح، ومعروف ومشهور، وهو من أحاديث الترغيب في العمرة، أو الترغيب في فضيلة عامة الأعمال الصالحة في رمضان، ففي الحقيقة أن ما ذكره السائل متعلق بالنفع القاصر، والنفع المتعدي، فهناك نفع قاصر على الإنسان بنفسه، مثل هذه العمرة، ومثل التسبيح، والذكر، وهناك نفع متعدي، وهو الذي يصل خيره إلى الناس، كما ذكر السائل بأنه يريد أن يتصدق بأجرة العمرة، وأقول أن النفع المتعدي على قول أكثر أهل العلم هو الأنفع، والأجدر بالفعل، فلو سترت أسرة، أو فرّجت ضائقة شخص، فلعل الله -سبحانه وتعالى- يفرج همك؛ لتفريجك لهم هذا المسكين، وهذا المحتاج، والحقيقة أن أوضاعنا في اليمن هي أوضاعٌ مأساويه، وأنا أحث الخيّرين، والمتصدقين، والمحسنين، أن يلتفتوا إلى أحوال الناس في اليمن، و إلى أقاربهم، و إلى أسرهم، و إلى جيرانهم، فما ألحقته هذه الجماعة الحوثية نكبة على اليمن، وأمر فوق ما يتصوره الإنسان، فقد أوصلت الناس إلى الفقر، لا سيما مَن هم في تهامة، وأقول لكم أن هناك سائل تأتيني من تهامة، يشكوا فيها أصحابها من الجبايات، والتسلط، فإذا رأوا شخص صاحب مال كثير، قاموا بسجنه، فهم يمارسون أعمال بربرية، ووحشية، والناس في اليمن بسبب نكبتهم، وبسبب مصيبتهم، واقعون تحت المأساة الإنسانية الكارثية، وأقول بأنه ينبغي أن نستفيد من قدوم شهر الخير، وشهر العطاء، بأن نتفقد أحوال الناس، ونحسن إليهم، وأخص بالذكر، الجمعيات الخيرية المعروفة، والمشهود لها بالخير، فينبغي أن تكثف من نشاطها، وأن تسرع في نجدة الناس، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، حتى وإن كان مع الأسف أن المعونات الخيرية التي تذهب إلى صنعاء، أو الأماكن التي يسيطر عليها هؤلاء الانقلابيون، يقومون بأخذها في النقاط، ويوزعونها على أصحابهم كما يريدون.
2021-09-12 07:07:02