0

فتاوى

الرئيسية / فتاوى العبادات/ فتاوى الزكاة/ الصدقة وأهميتها
الصدقة وأهميتها
السؤال :
ما هي كلمتكم عن الصدقة واهميتها وفضلها وحث الناس على الزكاة وعدم التهاون فيها؟
الإجابة
إنَّ الصدقة اجرها عظيم وفضلها عظيم عند الله جل وعلا؛ ولذلك تنوعت الأدلة من الكتاب والسُنة في الحث عليها وعلى فضلها، وعلى اهميتها وما فيها من فضائل متنوعة متعددة؛ فهي كما تكون تطهيرًا للنفوس من الشح والحقد والغل وسائر ادوائها و امراضها، فإن لها أيضاً فوائد عظيمة في سد حاجات المحتاجين و اسعاد الناس أجمعين، وحصول المعنى العظيم من المعنى الذي أرشد إليه الإسلام من التكافل والتعاون والتراحم والتواد، وفيها أيضاً لا شك معاني عظيمة متعددة وفضائل كثيرة، و أعظم فضائلها بلا شك ما هو اذخره الله جل وعلا للباذلين من الصدقات يوم القيامة فإن النبي عليه وسلم قال في الحديث الصحيح:" اتقوا النار ولو بشق تمرة" أي أن الإنسان إذا تصدق ولو بنصف تمرة، فقد يكون ذلك سبباً في حفظه ووقايته من جهنم نسأل الله السلامة، وثبت أيضاً في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وتطفئ الصدقة الخطيئة كما يطفئ الماء النار" وثبت أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ورجل تصدق بيمينه فأخفاها حتى لا تعلم شماله، كان ذلك سبباً من أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ولذلك جاء في الحديث أيضاً" أن الرجل يوم القيامة بصدقته"؛ أي أن الصدقة تكون سببًا أن يمشي في ظلها فلا يناله من حر ذلك اليوم وشدته اليوم الذي تدنو فيه الشمس من الخلائق حتى تكون على قدر ميل، فيكاد الناس يلجمهم العرق الجامًا من شدة حد ذلك اليوم، فإن المؤمن إذا تصدق تأتي الصدقة تظلله، وقد ثبت أيضاً في الحديث الصحيح أن أبواب الجنة الثمانية فيها باب لمن أكثر من الصدقة، فإن كان من أهل الصدقة ينادى يا عبدالله أدخل من هذا الباب، فإذاً هذه بعض من الفضائل التي دلت عليها الصدقة والانفاق، ومن ذلك أيضاً أن المتصدق إذا تصدق يكون قد نال إجراء دعاء الملائكة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح الناس، فإن هناك ملكان يقول احدهما اللهم اعطي منفقاً خلفًا، ويقول الآخر اللهم اعطي ممسكًا تلفًا والصدقات تعتبر من أعظم الأعمال التي ينبغي الإنسان أن يحرص عليها وخصوصًا في هذا الشهر المبارك لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل القرآن في كل ليلة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يدارسه جبريل بالقرآن كان أجود بالخير من الريح المرسلة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجود بكل أنواع الجود فيجود فلا يكاد يرد سائلًا سأله إلا و أعطاه، ولذلك ينبغي الإنسان يحرص على البذل، وعلى الصدقة بوجوهها المتعددة والمتنوعة، ولذلك ينبغي الإنسان لا يقصر في ذلك، لكن ربما بعض الناس يقول ليس عندي مال فماذا أفعل فيظن أنه لابد من المال.
أولاً الصدقة لا يستلزم أن تكون ذا مال عريض حتى تصدق فإن صدقة الرجل على قد ماله قد تكون لها أثر كبير، و أثر طيب ومبارك، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال :"اتقوا النار ولو بشق تمرة "و أجر الصدقة عظيم وينبغي للإنسان إذا تصدق أن يتصدق بالمال الطيب أي الحلال فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا اخذها أي الله عز وجل أخذ تكون أعظم من الجبل"، أي كما يربي أحدكم، فلو هو فصيلة أي بأن الله عز وجل يربي إلا أخذها الله عز وجل ورباها له؛ أي عظمها حتى تصبح عظيمة، وإن كانت في مبدأها يسيرة والصدقة  المطلوب أن تكون بالمال لا شك أن الإنسان إذا عالج شح نفسه فإن النفوس فيها شح، وحرص على جمع المال " وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا "
[ سورة الفجر : 20 ]، " وإنه لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ"[ سورة العاديات : 8 ] أي حب الخير، أي حب المال لشديد، فهكذا الإنسان أنه يحب المال ويمنعه من انفاقه سواء كان في الواجب، أو في المستحب، ولكن ينبغي الإنسان يعالج نفسه ويعود نفسه على الإحسان وعلى الصدقة، وعلى وجوهها المتعددة، إذاً نقول ينبغي الإنسان أن يعرف أن أبواب الصدقات متعددة، فينبغي ألا يحصرها فقط في المال فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كل معروف صدقة"، فيشمل كل أنواع المعروف المتعددة من الصدقات مثل: الكلمة الطيبة صدقة كما جاء في الحديث أن يلقى الرجل أخاه بوجه طلق هذا من الإحسان و الصدقة، أن يكون الإنسان مفاتيح الخير ومغاليق الشر هذا أيضاً من الصدقة، الإصلاح بين الناس هذا من الصدقة، إفشاء السلام و إماطة الأذى عن الطريق من الصدقات كما جاء في الخبر الصحيح، الدعاء لإخوانه من المسلمين والدعاء للميت أو للأحياء هذا يعتبر من أجل الصدقات، إذاً أبواب الصدقة متعددة متنوعة، يشمل ذلك أيضاً نصح الناس وتعليمهم وارشادهم ويشمل الرحمة بهم والرفق بهم و الإحسان عليهم، يشمل العطف على الايتام وتفقد احوالهم ومسح رؤوسهم وهذا كذا وجوه الصدقات متعددة، فينبغي للإنسان ألا يخلي نفسه منها فإن كل معروف صدقة، و أيضاً من الأشياء التي ينبغي التنبؤ إليها أن الصدقة على القريب، وذي الرحم صدقة وصلة كما جاء في الخبر الصحيح و أيضاً لقوله جل وعلا :"وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رحيم" [ سورة المزمل : من آية 20 ] فينبغي للإنسان بارك الله فيكم أن يحرص على أنواع الصدقات وبذلها مما أحث به نفسي وإخواني على ذلك ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لهداه، و أن يجعل معناها خالصة في رضاه أنه ولي ذلك والقادر عليه، أيضاً بارك الله فيكم مما ينبغي أن ننبه إليه وهو أمر هام أيضاً كما يحرص الإنسان على الصدقات المستحبة ينبغي أن يحرص أكثر على أداء الزكاة الواجبة، فالزكاة الواجبة هي أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وهي قرينة الصلاة، ولذلك كما جاء الحث عليها وعلى فضلها جاء أيضاً وبيان خطر أن الإنسان يشح بها، أو يظن على أهلها يقول الله جل وعلا في كتابه "خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم" فهذه الأموال امتن الله عز وجل بها على عباده وهي محض فضل الله جل وعلا ينبغي للعبد أن يسارع إلى شكر هذه النعمة ومن أعظم شكرها أداء الحق الواجب فيها، فإنَّ في الأموال حق كما قال الله جل وعلا وفي أموالهم حق للسائل والمحروم والله جل وعلا حذر أتم التحذير من أن لا يؤدي الإنسان زكاة ماله بقوله جل وعلا " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا في سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فتكوى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هذا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)  " [ سورة التوبة : من آية 34 إلى 35 ]و أيضاً قوله جل وعلا " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بما ءَاتاهم اللَّهُ مِن فضله هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا به يَوْمَ القيامة " [ سورة آل عمران : من آية 180 ] فينبغي للإنسان أن يعلم أن من أعظم الإثم منع الحق الواجب في الأموال التي فرض الله عز وجل الزكاة فيها، ولذلك الله جل وعلا  "سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا به يَوْمَ القيامة " [ سورة آل عمران : من آية 180 ] أي اجعلوا طوقًا من نار في أعناقهم وهذا يدل على عظم خطر عدم إنفاق الأموال الواجبة وعدم أداء الزكاة الواجبة، ولذلك يعتبر الزكاة هي قرينة الصلاة وتركها يعتبر من أكبر الكبائر و اتفق أهل العلم على ذلك، و أما من جاحدها والعياذ بالله وهو يعلم وجوبها فإنه يقع في اثم أعظم وهو الكفر والعياذ بالله، ومما يدل على أن الزكاة فريضة من الفرائض هو أنها من فرائض الإسلام الواجبة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله تعالى عنه حين ارسله إلى اليمن لمّا أمره بالشهادتين والصلاة قال فإنهم اطاعوك، لذلك فاخبرهم اعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من الأغنياء فترد في فقرائهم فإنهم اطاعوك، لذلك فإياك وكرائم أموالهم ومعنى قوله "وكرائم اموالهم" أي النفيس منهم لا تأخذ النفيس منهم أي الغالي، ولكن خذ الوسط لا تأخذ إلا من الوسط أم أواسط وسط أموالهم وهذا فيه إرشاد لعدم الاضرار المتصدقين، بل يأخذ من وسط المال لا من أغلاه ولا من دونه من هو لا خير فيه شرار المال لا كرامة ولا شرارة، بل يأخذ من وسطه، فإذاً بارك الله فيكم ينبغي للإنسان يحرص على أداء الزكاة وعدم الاخلال بها، وقد أجمع العلماء على وجوبها وهنا أمر هام جداً تجب الزكاة على كل مسلم حتى الصغار، والذي لا يعقل لا يشترط العقل ولا فالصغير يزكى ماله فعلى وليه أن يخرج زكاته، ولذلك تجب على كل مسلم مطلقة، وينبغي أيضاً الإنسان أن يعلم أن لا زكاة في المال إلا إذا بلغ نصاباً والنصاب هو القدر المالي الذي إذا بلغه المال فيجب فيه الزكاة، وكذلك ليس في كل اصناف في الأموال زكاة، بل في الغالب في الأموال النامية يعني التي جاء النص عليها مثل بهيمة الأنعام، الإبل، والبقر، والغنم هذه في زكاة في رؤوسها بشرائطها، والزكاة في النقدين أي الذهب والفضة وما يقوم اليوم مقامهما من العمل الورق، وزكاة أيضاً في عروض التجارة، والزكاة أيضاً في الثمار والزروع ونحوها هذه الاصناف التي تزكى، ولكل شرطه ومن اهم شروط الزكاة أنه لا يجب المال الزكاة فيه إلا إذا حال عليه فإن حال المال عليه ففيه الزكاة، وهناك من المستثنيات ما لا يلزم فيه حولان الحول مثل الزروع والثمار فإنها تؤدى إذا حصدت فإذا تم حصادها في يوم حصادها فتؤدى زكاتها لقوله جل وعلا {  و ءاتوا حقه يَوْمَ حَصَادِهِ " [ سورة الأنعام : من آية 141 ] فالزروع والثمار كما هو معلوم يخرج عشرها أو نصف عشراً، العشر إذا كانت تسقى بلا مؤونة أي كما تسقى من ماء المطر، أو من الانهار الجارية والعيون الجارية ولا كلفة في سقيها، أما إن كانت هناك كلفة في سقيها كما يقع اليوم كثيراً من الابار ونحوها ويجلب الماء لها، فهذه الواجب فيها نصف عشرها وفي النقدين مثلاً وهذا من باب التذكير للأحكام الشرعية في هذه المسألة على وجه الاجمال لا على وجه التفصيل، النقدين أي الذهب والفضة فيخرج الزكاة أيضاً فيها إذا بلغت نصاباً ونصاب الذهب خمسة وثمانون جراماً، نصاب الفضة مئتي درهم وتقدر بحوالي خمس مئة وخمسة وتسعون جرامًا يعني بشيء من ست مئة جرام فإذا بلغت نصاباً وجب فيه الزكاة، العُمل الورقية أيضاً فيها الزكاة إذا بلغت نصاباً ونصابها هل هو نصاب الذهب أو نصاب الفضة لأنها بدل عنها فقد كان الناس يتعاملون في السابق النقدين بالذهب والفضة بالدنانير وهي الذهب وبالدراهم وهي الفضة و أصبح اليوم يتعاملون بالورقة النقدية كما هو معلوم، فما هو نصاب العمل الورقية هل هو يحصل بالذهب أو بالفضة قولان أهل العلم الذي هو أحقّ للفقراء اعتبار النصاب بالأقل، ولا شك َّ الفضة اليوم سعرها منخفض كثيراً، فلذلك يكاد ربما كثير من الناس إذا اعتبرنا أن نصاب الفضة أي ست مئة جرام من الفضة ممكن أن الإنسان يزكيه، إذاً بقدره اي بقيمته، فبالتالي يملك نصاباً فما هو الواجب فيه اثنين ونصف في المئة. والإنسان إذا تصدق يتصدق لوجه الله جل وعلا حتى ينال الأجر العظيم المرتب على الصدقة، وفضلها و اجرها وما يترتب عليه أن يتصدق لوجه الله جل وعلا ولا يقصد بذلك ثناء ولا شكوراً كما قال الله جل وعلا " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ على حُبه  مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جزاءً وَلَا شُكُورًا (9)  " [ سورة الإنسان : 8 إلى 9 ]فإن الإنسان إذا تصدق بالمال، فينبغي له أن يقصد بذلك وجه الله عز وجل حتى لا يريد الثناء من الناس، ولا شكره على ما اعطاهم لينال الأجر موفوراً عند الله جل وعلا، ولذلك من المهم جداً أن الإنسان إذا تصدق ألا يمن بصدقته على من تصدق عليه والله جل وعلا يقول في كتابه " يا أيها الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صدقاتكم بِالْمَنِّ والأذى " [ سورة البقرة : من آية 264 ] ويقول الله جل وعلا "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يتبعها أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَلِيمٌ "[ سورة البقرة : 263 ] قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها آذى فإن ذلك لا خير فيه، أي الإنسان إذا تصدق، ثم منّ على من تصدق عليه فإنه يبطل صدقته، وخير من ذلك أن يقول قولاً معروفًا خير له من أن يتصدق والله أعلم.
2021-12-15 13:43:15
فتاوى : فتاوى صدقة التطوع   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
64156

إنشاء الجمعيات الخيرية

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

أحمد بن حسن سودان المعلم
62626

جواز الأكل مما يوزع على المتضررين

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

أحمد بن حسن سودان المعلم
63208

هل لي أجر من تصدقت عنه

فتاوى الزكاة / فتاوى صدقة التطوع

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
55770

حكم الأيام التي أفطرها المريض قبيل وفاته

فتاوى الصوم / فتاوى قضاء الصوم والفدية الواجبة وموجب الكفارة

علي بن محمد بارويس
65962

التصوير

/ فتاوى شئون وعادات

علي بن محمد بارويس
67310

الحلف باليمين على الطلاق

فتاوى مجتمع وأسرة / فتاوى الطلاق

علي بن محمد بارويس
فتاوى من نفس الموضوع