الصوم قبل خروج الناس إلى الاستسقاء
السؤال :
س:هل ورد حديث صحيح يدل على مشروعية الصوم بيومين أو ثلاثاً أو أربعاً قبل خروج الناس إلى الاستسقاء أم لم يرد في الشرع لأننا نرى بعض الناس يحثون على الصوم ويقولون أن النبي ﷺ أمر بذلك ؟ |
الإجابة
ج:إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب العباد بها إلى الله عز وجل وقد وردت عدة أحاديث صحيحة في الترغيب في الصوم قد ذكرها المنذري وغيره من المحدثين ولا مانع لمن أراد أن يصوم يوماً أو يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر من ذلك قبل يوم الخروج إلى الجبانة للاستسقاء بل إن ذلك العمل من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العباد إلى ربهم وقد كان بعض العلماء يستحبون أن يصوموا يوماً أو أكثر من يوم قبل خروجهم إلى الجبانة لأداء هذه الصلاة ويدعو الناس لذلك ومنهم المنذر بن سعيد العلامة الأندلسي المشهور والذي كان قاضي الجماعة بالأندلس في عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر الذي تولى الأندلس نصف قرن كامل من 300 سنة إلى 350 كما كان أيضاً إماماً وخطيباً فقيل أنه صام وأمر الناس بالصيام ثم خرج للاستسقاء مستصحباً الممطرة (أي المشمع الذي يقي الإنسان من المطر) فما كاد يفرغ من الدعاء والاستغفار والصلاة بالناس في الجبانة حتى أمطرت السماء مطراً غزيراً لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم إلا بصعوبة.أما أن النبي ﷺ قد أمر الناس بأن يصوموا يوم أو يومين أوعدة أيام قبل أن يخرجوا إلى الجبانة أو إلى المصلى لأداء صلاة الإستسقاء والدعاء والاستغفار فلم أقف عليه في كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام فمن قال لك أن النبي ﷺ كان يأمر الناس بذلك الصوم قبل أن يخرجوا لأداء صلاة الإستسقاء فاطلب منه المصدر الذي اطلع عليه ووجد فيه حديثاً مرفوعاً إلى النبي ﷺ أنه أمر بذلك الصوم أو أنه كان يأمر به قبل أن يخرج لأداء هذه الصلاة مع ذكر مؤلف الكتاب واسم الصحابي الذي روى الحديث والحافظ الذي أخرجه في كتابه مع ذكر السند الذي يربط المخرج بالراوي أما القول بأن النبي كان يأمر بذلك من غير ذكر المصدر أو المخرج أو الراوي فلا ينبغي لأحد أن يتعاطاه ويتقول على النبي ﷺ بـما لم يقل كما لا ينبغي لأحد أن يكذب ويقول أن النبي ﷺ كان يأمر بكذا أو نهى عن كذا حتى ينسب الحديث إلى كتاب من كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.ومهما يكن من الأمر فالصوم في هذه المناسبة داخل في عموم الأدلة الصحيحة الدالة على فضل الصوم من حيث هو فمن صام قبل أن يخرج لأداء صلاة الإستسقاء فقد أحسن وله الأجر العظيم ومن أمر الناس بأن يصوموا لهذه المناسبة فصاموا يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك فلهم أيضاً أجر عظيم على صيامهم وأيضاً أجر أعظم للدال أجر صومه أولاً ثم أجر إرشادهم إلى الصوم لأن الدال على الخير كفاعله ( ) لكن الممنوع هو أن يقال بأن النبي ﷺ كان يأمر الناس بالصوم قبل أن يخرجوا إلى المصلى لأداء صلاة الإستسقاء من غير أن يستند القائل إلى مصدر من مصادر السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام والمشروع أن يقول لهم أن الصوم خير موضوع أو أن الصوم من أفضل العبادات التي يتوسل المؤمن بها إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن يخرج لأداء صلاة الإستسقاء كما أن المشروع أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب ويندم على ما قد عمل في الماضي ويعزم على عدم العود إلى أي معصية في الزمن المستقبل ويحسن الظن بالله تعالى .
والخلاصة لما جاء في جوابي هذا ينحصر فيما يلي:
1) الصوم خير موضوع فمن صام قبل أن يخرج لأداء صلاة الإستسقاء فله أجر ومن لم يصم فلا جناح عليه.
2) لم يرد حديث صحيح صريح في الأمر بالصوم قبل الإستسقاء ولكنه فعل حسن داخل في عموم الأدلة الدالة على أن الصوم من أفضل العبادات . والدين يسر والشريعة المحمدية سمحة والله ولي الهداية والتوفيق وسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم .
2021-08-14 13:14:39