الغناء والصخب في أيام العيد
السؤال :
بعض الناس ينقلب في حقهم العيد إلى غناء وصخب وإضاعةٍ للصلوات ، فما توجيه فضيلتكم؟ حبذا لو تفيض في هذه المسألة التي يتكرر فيها الكلام بدون جدوى في كل عام.|ــــــــــــــــ|كيف نفرق بين الغناء المحرم هنا؟|ــــــــــــــــ|يعني مثل الأناشيد؟|ــــــــــــــــ| بعضهم يصل أرحامه في العيد لكن المشكلة أنهُ يجمع الضغائن والأحقاد كلها يجمعها للعيد وكأنهُ لم يجعل وقتاً للعفو والتسامح وبذل المعروف للناس إلّا في وقت العيد توجيه فضيلتكم.
الإجابة
أولاً من سمات العيد في الإسلام إدخال السرور على النفوس هذا لا شك فيه ، سواء إدخال السرور باللباس الجديد إدخال السرور بتغيير الطعام وجعل الطعام خاص للعيد اللحم والتوسعة على الأهل ، إدخال السرور بإباحة أنواع من اللهو الحلال نوع من الغناء نوع من الاحتفالات والاجتماعات بحسب كل بلد ليس هو عبادة نقيده بشيء مُعين ، لكن بشرط ألا يصل إلى درجة الخروج عن حدود الشرع ، لا يجوز أن نجعله غنى مُحرم ، لا يجوز أن نجعله اختلاط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يفهم البعض أن الغناء محرم أما إن كان ألفاظه وكلماته محرمة مُهيّجة للشهوات أو فيها قبح الآخرين أو أنواع القبح الذي يوجد في الكلام أو أن تكون مصحوبة بالآلات آلات الموسيقى والمعازف المحرمة هذا لا يجوز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأناشيد لا حرج فيها ما دام أنها غير مصحوبة بآلات الموسيقى المحرمة ، أما بقية الأيام أو بقية الوقت لا بأس ، لكن بشرط اولا أن لا يضيع علينا فروض الصلوات ويشغلنا عن ذكر الله ، فإن من علل تحريم المعازف والمغاني أنها تصُد عن ذكر الله فلا يصد عن ذكر الله من جهة ، لا يأخذ وقتنا كامل حتى يشغلنا أحياناً عن الزيارة المستحبة وصلة الأرحام و بر الوالدين ، كذلك أن يوقعنا في المحظورات كما أشرنا سابقا محظورات الاختلاط محظورات المحرم السماع محظورات أيضاً المُشاهدة وهذه الآن أصبحت أكبر ، بسبب أننا في العيد نُجيز لأنفسنا أن نشاهد ما لا يجوز مشاهدته فهذا كله لا يجوز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا الحقيقة العيد هو محطة وتدشين لإزالة الضغائن والأحقاد وليس مجرد إجازة من الضغائن والأحقاد نتخذها في هذا اليوم ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه ، والله لا يهنأ بالعيد من قلبهم وصدرهم مليء بالضغائن وبالأحقاد بالكراهية للناس مهما رأيت مظهرهم ، فالنفس والصدر المليء سيبقى مكبوت كئيب تعيس ولذلك لا عيد لأهل الأحقاد والضغائن ، والله عز وجل عندما أمرنا و بيّن لنا الجنات التي أعدها للمتقين قال (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) ، فهذا الذي فقط في العيد يظهر الفرح والسرور هذا كاظم غيظ لكنه لم تتحقق فيه الخصلة الأخرى المهمة وهي العفو عن الناس.
2021-11-15 07:31:44