القميص والملابس الضيقة
السؤال :
ما حكم الشرع في لبس ما يسمى عند النساء القميص والجللة الضيقة عند الأولاد من سن (8 -10) سنوات وكذلك المحارم؟
الإجابة
هذه المسألة من المسائل التي كثر فيها الخلاف والأخذ والرد والتوسيع والتضييق، وهي نظر المحارم والنساء إلى أي شيء من بدن المرأة, وقد ألفت في ذلك رسائل وكتيبات, وأطال في تفصيل ذلك الإمام أبو الحسن ابن القطان الفاسي
في كتابه (النظر في أحكام النظر بحاسة البصر) والذي ظهر لي من ذلك: أنه يجوز للمرأة أن تبدي للنساء وللمحارم ما يظهر غالباً عند تصرفها ومهنتها في بيتها مثل: الشعر والوجه والرقبة وما يظهر غالباً من فوق جيب القميص المعتاد من أعالي الصدر, وكذلك الساعدان والكفان وشيء من الساقين, هذه الأطراف التي غالباً ما تبدو في حال تقلب
المرأة في بيتها ويشق سترها وهي هناك فلا حرج إن نظر المحارم منها وكذا النساء, ولكن يجب أن يشترط في ذلك كله الأمن من الفتنة، ويلفت النظر إلى أن المحارم ليسوا على حد سواء في القرب وبُعد الطبيعة عن اشتهاء المرأة، فالأب والابن والأخ ليسوا كمن هم أبعد منهم في الدرجة، فينبغي التفريق في التحفظ بين هؤلاء ومَن عداهم، وكذلك قرابة النسب ليست كقرابة المصاهرة، فزوج البنت وأبو الزوج وابن الزوج ينبغي أن يتحفظ منهم أكثر من التحفظ من المحارم بسبب النسب، وكذلك النساء الأقارب وذات الصلاح والغافلات عن الفاحشة ليست كمن يُظن بهن السوء في شيء من ذلك، وأما الأطفال فقد أبيح إظهار الزينة لمن لم يطلع على عورات النساء أي لم يصبح متصور لمحاسن المرأة متطلع للنظر إليها متلذذاً بذلك، وهذا يختلف من حيث السن ومن حيث المجتمع الذي يعيش فيه ومن حيث التربية. والله أعلم.
2021-10-10 08:18:04