القول إن بعض أنواع الخمر فيها علاج
السؤال :
س:قيل أن بعض أنواع الخمر فيها علاج لبعض الأمراض فهل هذا القول صحيح وهل يجوز شربها للضرورة؟|
الإجابة
ج:الجواب والله الموفق للصواب أنه قد أجاب سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين الرسول الأعظم والشفيع المكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم منذ أربعة عشر قرناً حيث سأله رجل عن الخمر فنهاه عنها فقال الرجل إنما أصنعها للدواء فقال صلى الله عليه وآله وسلم (إنه ليس بدواء ولكنه داء)( ) أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي .
وهكذا قال صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواءً فتداووا ولا تتداووا بحرام) ( ).
هكذا قال صلى الله عليه وآله وسلم (أنه ليس بدواء) وكما قال أيضاً (ولا تتداووا بحرام) وهكذا نقول لكل من يدعي أن في الخمرة دواء بل نقول له أن فيه عدة أضرار .
أولاً : أنها تضر الكبد والمعدة ضرراً بالغاً حتى لقد قيل أن معهد الإحصاء القومي في فرنسا قرر أن الخمور بدأت تقتل من الفرنسيين أكثر مما يقتل مرض السل . ولا حياة لمن كان مضروراً في كبده أو معدته .
ثانياً : إن الخمر يضر روح الإنسان حيث تصده عن ذكر الله وعن الصلاة وعن كل شعيرة من شعائر الدين كما قال الله تعالى : (ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة) ( ) ولا خير في إنسان يعيش بلا روح دينية ولا جسم صحيح .
ثالثاً : إن الخمر تزيل عقل الإنسان ولا أدري أي إنسان هذا الذي سيعيش بلا جسم صحيح ولا روح دينية ولا عقل سليم قال ابن الوردي :
واهجر الخمرة إن كنت فتى كيف تسعى في جنون من عقل
رابعاً : أن الخمرة تفسد صِلات المحبة بين مدمن الخمر وبين الناس وتوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين قال الله تعالى : (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) ( ) .
خامساً : إن شارب الخمر ينغمس في الشهوات إلى أبعد مدى وتطوع له نفسه انتهاك الأعراض وقتل النفوس وكم حدثت حوادث قتلت فيها نفوس وانتهكت فيها أعراض نتيجة لشرب الخمر .
سادساً : أنها تضيِّع الأموال وتبذرها وكم نهى الإسلام عن إضاعة المال وعن الإسراف والتبذير.
سابعاً : ولا ننسى الضرر الأدبي الذي يصيب شاربها حيث يذهب ما كان يتمتع به من حشمه ووقار واحترام بين الأهل والأبناء والأصدقاء وإن منظر الرجل التي تفعل الخمر برأسه فعلها لمنظر مُزْرٍ يدعو إلى الرثاء ويبعث على السخرية وتشمئز منه النفوس الكريمة .
ثامناً : أن شارب الخمر يضحي بأسرته جميعاً ولا سيما بأطفاله الصغار من البنات والبنين وأي خطر فادح يصيب أسرة هذا الرجل الذي أصيب في عقله وجسمه ودينه ودنياه لا شك أن مثل هذه الأسرة تصاب بأفدح الخطر من حيث رعايتها والقيام على شؤون الزوجة والأولاد الصغار من البنين والبنات وقد تكون في أمس الحاجة إلى قليل من المال بينما عائلها ينفق الأموال على هذه السموم .
تاسعاً : إن شرب الخمر يفسد المجتمع ويجعله مجتمعاً منهاراً لا قوة به ولا عزة ولا كرامه لأن المجتمع يتكون من الأفراد والمجتمع الذي يتكون من أفراد هذه حالتهم لا شك أنه يكون مجتمعاً منهاراً فاسداً خبيثاً لا يمكن لمثله أن يكتب له البقاء لأنه سيكون منزوعاً عنه الفضيلة ومتجرداً عن مكارم الأخلاق قال الشاعر :
(وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
وقال آخر :
وليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خراباً
عاشراً :إن الخمر تسبب الموت أحياناً حتى قال بعض الباحثين إن الإنسان لم يصب بضربة أشد من ضربة الخمر.
ولو عمل أحدٌ إحصاءً عاماً لكل المصابين بالجنون والأمراض المعضلة بسبب الخمر ولكل من انتحر أو مات بسبب شربه للخمر وعمَّا تسببه من حوادث خطيرة وعمن يشكو في العالم من آلام عصبية ومعدية ومعوية بسبب الخمر وعمن أورد نفسه مورد الإفلاس بسبب الخمر لو عمل هذا الإحصاء لكان إحصاءً هائلاً .
والمراد بالخمر هي تلك المادة الكحولية التي تحدث الإسكار فما كان فيه قوة الإسكار فهو الخمرة من أي مادة من المواد كانت وبأي اسم من الأسماء سماها الناس وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) ( ) أخرجه مسلم ولقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس وهو على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيام خلافته (الخمر ما خامر العقل) .
2021-08-14 13:14:50