القول بإجبار علي بن أبي طالب بمبايعته لأبي بكر الصديق في حالة دفن النبي ﷺ
السؤال :
س:يدعي بعض الناس أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب لم يبايع أبا بكر بالخلافة وإنما أخذت منه البيعة وهو يواري رسول الله في القبر وهدد بالقتل وهو في القبر إن لم يبايع أبا بكر فبايعه بشماله وهو في هذه الحالة فهل هذه القصة صحيحة أو أنها غير صحيحة؟|
الإجابة
ج:اعلم أن هذه القصة كذب وافتراء وليس لها أصل من الصحة عند العلماء لوجوه :
الأول : أنها غير مذكورة في كتب الحديث وكتب السير والتاريخ المشهورة ولا في الأمهات ولا في غيرها من كتب السنة ولا في الأسانيد والمعاجم وغيرها وهكذا لم توجد في تاريخ ابن جرير الطبري ولا في تاريخ ابن كثير ولا اليعقوبي ولا المسعودي ولا ابن خلدون ولا غيرهم من المؤرخين المشهورين الذين اعتمد الناس على مؤلفاتهم فأين الدليل على صحة من زعم أنها وقعت على هذه الصفة المذكورة في السؤال ومن الذي قالها .
الثاني : أن أبا بكر لم يكن حاضراً عند دفن النبي ﷺ .
الثالث : أن من الحاضرين العباس عم النبي ﷺ فهل كان العباس سيصبر على ما زعم هذا القائل من تهديد أبي بكر لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب بالسيف حتى يبايعه على الصفة المذكورة في هذا الاستفتاء كلا وألف كلا .
الرابع : أن أمير المؤمنين علي كان المثل الأعلى في القوة والشجاعة تشهد له مواقفه العظيمة يوم هجرة النبي ويوم بدر وأُحد والخندق وخيبر وحنين ... وغيرها من المشاهد العظيمة الدالة على شجاعته وإقدامه وقوته فهل كان من المعقول أن يصبر على هذا التهديد المزعوم وهو ذلك البطل الصنديد الذي قال عنه الشاعر مصوراً شجاعته :
وعلي يلقى الألوف بقلب صور الله فيه شكل فناها
2021-08-25 08:14:57