قصة ضيافة الصحابي جابر بن عبدالله لرسول الله
السؤال :
س:ما هي قصة ضيافة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله لرسول الله ﷺ وقتل أحد ولديه الصغيرين الآخر ؟ |
الإجابة
ج:قصة أولاد جابر بن عبدالله في يوم الخندق ، وأنه لما نزل النبي ﷺ ضيفاً على جابر ، اتفق أن أحدهما قتل الآخر وفر هارباً ومات في التنور ، وأن زوجة جابر سترت أمرهما إلى أن تمت عملية الأكل ثم أحضرت الولدين ميتين بين يدي النبي ﷺ وأنه دعا لهما فقاما حيين ، ذكرها بعض أهل السير كالكلبي ونحوه ، ولا أصل لها عند علماء السنة النبوية ، بل هي كما قال : الحافظ البيروني مؤلف كتاب (أسنى المطالب) موضوعة ولا سيما وأن من درس علم التاريخ لا بد وأن يعرف أنها غير صحيحة من ناحية التاريخ لأن يوم الخندق كان ستة أربع أو خمس من الهجرة على الخلاف ، وجابر لم يتزوج إلا بعد أن قتل والده في يوم أحد في السنة الثالثة كما جاء في كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، فكيف يكون لجابر ولدان يتمكن أحدهما من قتل الآخر ، والهرب يعد قتله في تلك المدة القصيرة التي لا تتجاوز عاماً واحداً ، والحاصل أن هذه القصة غير صحيحة وذلك من وجهين:
(1) من حيث الرواية ، حيث لم يرويها علماء الحديث وعلماء السيرة النبوية المحققون ، وإنما رواها البكري وغيره من القصصيين ، الذين لا يحتج بما جاء في كتبهم إذا لم يرد في كتب أهل الحديث وكتب أهل السير المحققين .
(2) من ناحية التاريخ الذي استفدناه من الأحاديث والتراجم الدالة على أن جابراً لم يتزوج إلا بعد قتل أبيه عبدالله شهيداً في أحد في السنة الثانية التي كانت قبل غزوة الخندق بعام، والعام الواحد لا يتسع للزواج والحمل والرضاع فقط ، فكيف يتسع لما هو أكثر ذلك وهو نشأة الولدين وتقدمهما في السن إلى حد أن أحدهما يتمكن من قتل أخيه على الصفة المذكورة في هذه القصة الموضوعة وبناءً على ذلك فأنا أنصح الأخ السائل بأن لا يطالع مثل هذه الكتب التي يغلب على أكثر قصصها الوضع أو الضعف الشديد ، وعليه أن يطالع كتب السير الصحيحة أو القريبة من الصحة، وكذلك الكتب التي اهتمت بجمع المعجزات أو بجمع الخصائص النبوية ومن أحسن هذه الكتب كتاب (بهجة المحافل) في السير والمعجزات والخصائص والفضائل للعلامة العامري أحد علماء اليمن في القرن العاشر للهجرة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والذي عاش في مدنية حرض التي لا تبعد عن بلاد أفلح اليمن بلاد الأخ السائل إلا قليلاً، فهذا الكتاب من أفضل الكتب لمن أراد مطالعة السيرة النبوية والخصائص المحمدية والمعجزات الخارقة للعادة الواردة في كتب السنة النبوية، وقد نص السيوطي وغيره من الحفاظ على أن مؤلف البكري هذا لا يعمل به ولا يعتمد على ما فيه .
2021-08-25 08:14:57