المفاضلة بين أجر سماع القرآن وأجر قراءته
السؤال :
قد أكون مقصراً في قراءة القرآن، لكنني أسمع بشكل يومي ورد من القرآن، فهل أجر السماع مثل أجر القراءة؟
الإجابة
أولاً، أقول: ينبغي للمسلم ألا يُفرط أبداً في ورده من كتاب الله تعالى، كتاب الله -عز وجل- نور، وهداية، وخير، وبركة، ومن العسير على المسلم أن يهجر كتاب الله {وَقَالَ الرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هٰذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان: 30] ومن الهجران: هجران التلاوة، وهجران التدبر، وهجران العمل، فلذلك من التفريط الشديد، ومن ظلم النفس، أن يبتعد الإنسان عن كتاب الله -عز وجل-، وأن يهجر هذا الكتاب المبارك العظيم، الذي يجد فيه الانشراح، ويجد فيه الراحة، ويجد فيه الطمأنينة، ويجد فيه السعادة، وأنا أنصح كل مغموم، وكل مهموم، وكل من لديه كرب، أو مشكلات، أن يكثر من تلاوة كتاب الله، و أن يعود إلى تلاوة القرآن الكريم قراءةً، وسماعًا، وتدبرًا، ولا شك أنك إذا سمعت القرآن فإنك تؤجر على ذلك، يقول الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُۥ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، فهذا أجر، ولكن ماذا لو جمعت إلى هذا الخير خير التلاوة أيضًا، ولا سيما إذا كانت تقرأ بتدبر، وتفكر، فهذا خير عظيم، لا ينبغي لك، أو لمسلم أن يحرم نفسه من هذا الخير؛ لأنك لو تفكرت أن الله -عز وجل- ذكر تلاوة القرآن، حتى في حالات الجهاد، فليس لك عذر إن كنت تدعي أنك انشغلت بأعمال، أو لديك أعمال تلهيك عن القرآن، و الله -عز وجل- يقول: {وَءَاخَرُونَ يُقٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ} [المزمل : 20]، فحتى في حالة الجهاد قال اقرأ ما تيسر منه، فينبغي أن يكون لك حزب، أو ورد يومي، تداوم فيه على القرآن الكريم، بما تيسر من كتاب الله؛ حتى تكون على صلة بكتاب الله، و تعالج أمراض النفوس، مثل: الحسد، والرياء، والأحقاد، فالنفس تحتاج إلى غذاء، مثل الجسد، لا يمكن أن يعيش بدون غذاء، يقول الله تبارك وتعالى: {يٰٓأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]، وهو القرآن الكريم الذي بين ايدينا.
2021-09-12 07:02:49