الهجرة لبلاد الكفار
السؤال :
يسأل عن الهجرة كثرة الهجرة لبلاد الكفار، سواء هجرة سياحة، الهجرة علاجًا، الهجرة دراسة، أو لأغراض أخرى توجيه فضيلتكم؟.|ــــــــــ|قد يكون مُبرر بعضهم مثلاً الدراسة وهذا التخصص موجود في بلدان المسلمين، لكن بدعوى أنه حصل على المنحة إلى هذا البلد، أو أنه إتقان التخصص في ذلك البلد سيكون أفضل من إتقانه في بلد مسلم.|ـــــــــــ|طبعاً أكثر رداء بلدان الكّفار اليوم قضية التدين عندهم حرية شخصية يعني لا يلزمونه بترك دينه ولا يلزمونه باعتناق دين آخر يعني.
الإجابة
والله الأصل أن المسلم يستغني عن بلاد الكفار، لما يترتب على سفره إلى بلادهم من فتن وخلل في دينه وتعرض المعصية وغيرها، هذا عندما تكون الأمور مستقرة وبلاد المسلمين آمنة وحاجته موجودة في بلاد المسلمين، فما ينبغي أن يذهب إلى بلاد الكفار حتى يسلم دينه وعرضه ويسلم من المشاكل، لكن الإشكال في وقتنا هذا أن كثيراً من الناس لا يلتفتون إلى قضية ما قد يتعرض له دينهم، يعني يتوقع أو بدون أن يفكر هل يحافظ على صلاته؟ هل يُعلن نفسه أنه مسلم؟ هل سيتعرض بسبب دينه لأذى، أو لفتنة لا يسألون عن هذا الأمر بالمرة وهذا غلط وتقصير كبير وخشيه أن يقع في معصيه، ويلام على هذا التقصير شيء آخر أن الإنسان، قد يرى وهو يحسب هذا الحساب أنه والله أنا أذهب قد أتعرض لمناظر أو أسمع أو أضايق، أو قد لا أتمكن من أداء ديني على الوجه المطلوب، لكن لا أجد مكان ألوذ به و أعيش به فيه مكرمًا إلا هذا المكان، للأسف الشديد الآن أصبحت بعض بلاد الكفار ملاذ لأنه أينما اتجه في بلاد المسلمين يمنعونه أو يؤذونه، وبالتالي فهؤلاء يقاسون على هجرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى الحبشة طبعاً مع فوارق كثيرة في هذا الأمر، لكنه يعزم الإنسان على أن لا يذهب إلا اضطرارًا وفي نفس الوقت أن يحافظ قدر الإمكان على دينه وعلى خلقه، وعلى القيام بما يستطيع وما يقدر عليه من الدين ومن التكاليف الشرعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا أنس من نفسه الحفاظ على نفسه على دينه على خلقه أرجو ألا يكون به بأس.
ــــــــــــــــــ
و ينبغي أن ننتبه إلى شيء آخر وهو أن يذهب الإنسان بعائلته و أطفاله، قد تكون المرأة عاقلة يعني قد لا تكون الزوجة هي التي قد تتعرض ما يضر بدينها، لكن الأطفال عندما ينشأون بين الكُفار، ويرون عادات الكفار و أخلاق الكُفار وسلوك الكفار وربما الأولاد لا تستطيع أن تسيطر عليهم، فأقصد أنه بشكل، أو بأخر ينبغي للمسلم أن يحسب حساب مصالح ومفاسد وطبعًا يحسب حساب الدين، ويضع نفسه أمام رب العالمين يوم القيامة، وسيسأله وقفوهم أنهم مسؤولون، وهل سيكون جوابه مقبولاً وعذره مقبولاً عند الله، أم أنه سيرى أنه سيكون العذر لا قيمة له هذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم استفتي قلبك في كثير من الأمور فالبر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
2021-11-15 07:31:43