0

فتاوى

الرئيسية / أهمية الفتوى
أهمية الفتوى
السؤال :
أهمية الفتوى التي اليوم بعض القنوات وبعض المواقع أصبحت تهون من قدر العالِم ومن مكانته والله سبحانه وتعالى يقول {فَاسْـَألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [ سورة الأنبياء : من آية 7 ] لو تبين لنا وقفة حول هذه الآية الكريمة وحول هذا الموضوع العظيم؟
الإجابة
لا شك أن أمر الفتوى عظيم، وهو توقيعٌ عن الله و إخبارٌ عن الله وقولٌ على الله إما أن يكون بحق، أو كما ذم الله عز وجل الذين يقولون على الله بغير علم ، فشأنها خطير، و الإقدام عليها ينبغي أن لا يعرض الإنسان نفسه له إلّا إذا وجد نفسه مُلزم بذلك ، الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتدافعون الفتوى فتأتي الفتوى، وهناك حلقة من الرجال من أهل العلم ومن أهل الذكر، فكل واحد يود لو أخاه كفاه إياها و أفتى دونه وربما تدافعوها يعني عشرة رجال أو أكثر أو أقل في المجلس حتى تعود إلى الذي يسأل أولاً وكل واحد منهم يود أن يتخلص منها هذا من جانب المفتي نفسه، والله عز وجل قد حذر من القول عليه ومن نسبة الأحكام إلى الله أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم { وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هٰذَا حَلالٌ وَهٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ } [ سورة النحل : 116 ] فيعني اعتبره كذب كون الإنسان يقول ما لا علم له به، فهو في حكم الكذب، وإن لم يكن كذباً إذا تعرض لقول شيء لا يعلمه حتى وإن كان صادقاً، أو صادف أن جاء كلامه حقًا ووافق الشرع لكن تعرضه له وهو غير مؤهل يعني يجعله في خانة الكاذبين على الله وعلى رسوله، فالأمر خطير هذا من جانب المفتي نفسه أنه يجب أن يتقي الله، و أن يحتاط لنفسه، و أن لا يفرح بأن يكون من المفتين، والحقيقة كلنا والله على خطر وكوننا نستجيب يعني نتعرض لهذه البرامج وأمام هؤلاء الناس نسأل الله أن يعفو عنا، و أن لا يؤاخذنا و ألا يجعلنا ممن يقولون عليه بغير علم ، هذا الجانب الآخر، جانب المستفتي أيضاً مهم جداً، المستفتي كذلك يجب عليه أن يحتاط لنفسه، و أن يحتاط لدينه ، هذا العلم كما قال السلف دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وتخرجون، تأخذ دينك عن من؟ عن إنسان طويل اللسان، حسن البيان، ذو بيان وفصاحة، و أسلوب هل هذا وحده مؤهل لكون الإنسان يسأل ويفتي، أو أن الأمر مرتبط بالعلم ومرتبط بالتقوى، فمن اجتمع فيه أو ظنك أنت ظننت فيه العلم، وظننت فيه الورع والتقوى هذا هو الذي يحق لك أن تسأله ، أما مجرد أن عندك شيء تريد أن تتخلص منه هذه مشكلة ، هذا شأن كثير من الناس يسأل حتى في الجلسة العادية ناس جالسون في مجلس يا جماعة أنا وقع لي كذا وكذا ما رأيكم حلال أم حرام أريد أن أعمل كذا وكذا، فهل هذا حلال لي أو غير يا أخي الذي معك مثلك فإذا يعني جاء مجترئ واجترأ على الله، وهذا لا شك أنه أسوء منك، وأجهل منك حينما يجترئ الإنسان العامي ويقول لا يا أخي هذا حلال ما أو هذا حرام انتبه هذا أسوء و أجهل، في الحقيقة من الشاهد فلا يحق لسائل أن يسأل من لقيه، و إنما يبحث عمن يسأله على الأقل كما يبحث عن الطبيب الذي يريد أن يعرض نفسه عليه إن مرض أو ابنه أو أعزّ الناس عليه ، ومعلوم أن من لديه مرض وخصوصاً الأمراض الكبيرة والمستعصية أنه لا يذهب إلى أي طبيب، و إنما يبحث عن الطبيب المشهور الطبيب المجرب الطبيب الذي قد أثنى عليه الناس خبرته بحسن تصرفه، بحسن علاجه بحسن تشخيصه أليس كذلك؟ ، إذاً فهكذا أن الطبيب البشري هو يعالج الجسد، و أما المفتي والعالِم والمرشد للناس؛ فهو يعالج الروح، والروح لا شك أنها أخطر من الجسد، و إذا هلكت الروح والله لا يغني كون الإنسان على أحسن صحة في جسده أبداً، بينما قد يمرض الإنسان في جسده أمراضًا شديدة وشنيعة مع سلامة الروح؛ فهو من المفلحين ، إذاً فلا يجوز أبداً أن يُتساهل في الأمر للأسف الشديد بعضهم يقول لك والله هذا المطوع هذا إمام المسجد وخصوصًا ما شاء الله هذا شكله طيب وملتحي يعني لا يغشنا، ويسأله يا أخي أنت أحرجت الرجل وهوّنت أمر هذه الفتوى، أو خطيب ما شاء الله عليه محاضر وبارع قد يحصل هذا، ولكنه ليس له حظ في الفقه الذي هو مدار الفتوى ، إذاً فيكون الشرط هذا الذي أرشد الله إليه أهل الذكر أن يكون لديه عنصران أساسيان مهمان:
العنصر الأول: العلم مطلع وعارف ما الحكم ما دليله يعني كيف مرجعه كيف ينزله على الواقعة التي يسأل عنها، وفي نفس الوقت أن يكون عنده من الخوف والورع والتقوى ما يردعه أن يتجرأ فيقول على الله ما لا يعلم.
2021-11-15 07:31:41
فتاوى : فتاوى العلم   -  
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
63356

هل الأحكام الشرعية أغلبها ظنية؟

/ فتاوى العلم

أحمد بن حسن سودان المعلم
64173

سبل المعرفة لطالب العلم

/ فتاوى العلم

أحمد بن حسن سودان المعلم
61588

تقييم المشايخ

/ فتاوى العلم

اﻟﺷﯾﺦ أﺑﻲ اﻟحسن مصطﻔﻰ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ
فتاوى لنفس المفتى / اللجنة
كود الفتوى عنوان الفتوى تصنيف الفتاوى المفتون
62920

كم قراءة القرآن من الجوال للمحدث حدث أصغر

/ فتاوى القرآن وعلومه

أحمد بن حسن سودان المعلم
63336

اللهم أعني على ذكرك

فتاوى الذكر / فتاوى الأذكار والدعاء

أحمد بن حسن سودان المعلم
63800

تحميل النغمات الموسيقية والأغاني

فتاوى شئون وعادات / فتاوى الاحتفالات

أحمد بن حسن سودان المعلم
64130

الفتوى أهميتها وخطرها

/ فتاوى الدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أحمد بن حسن سودان المعلم
65554

أهمية صلاة الوتر

فتاوى الصلاة / فتاوى صلاة النفل

أحمد بن حسن سودان المعلم
64132

الفتوى في وقتها المناسب

/ فتاوى العلم

أحمد بن حسن سودان المعلم
فتاوى من نفس الموضوع