أهمية حرمة الدماء بين المسلمين
السؤال :
التنويه إلى أهمية حرمة الدماء بين المسلمين بعد أن لاحظنا الاستهتار بدماء الناس.|ــــــــــ| فضيلة الشيخ كان آخر حوادث الاغتيال اغتيال الشيخ فهد اليونسي قبل يومين، بينما الشيخ ربما قام الليل، وجهز نفسه وذهب إلى تأدية صلاة الفجر وقُتل وهو في طريقه إلى مسجده أي هذا رجل يشحن سلاحه ويملأ الرصاص، و الآخر يعد نفسه لصلاة الفجر شتان بين الخاتمتين أن يكون خاتمته وهو ذاهب لصلاة الفجر، و أن يكون في الطريق وهو على هذا الحال.|ــــــــ|يا شيخ هذه العملية لم تأتي لتستهدف شيخ فهد اليوسف بحد ذاته سبقتها عمليات مماثلة لمجموعة من أئمة، وخطباء المساجد، لكن حديثنا في هذه الحلقة في فتوى نلفت انتباه الناس إلى أهمية حرمة الدماء لكن أبعادها السياسية سنتناولها في برامج أشياء أخرى.
الإجابة
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها، وما بطن ونعلن للجميع أن أعظم فتنة أن يصل الأمر إلى الاستخفاف بدماء الناس، و اموالهم، و اعراضهم هذه أعظم فتنة الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الفتن، و رأس هذه الفتن أن يصل الأمر إلى أن تنتهك القيم، تنتهك القيم يعني يستهان بالأنفس و الأرواح بالدماء، بأموال الناس حقوق الناس، رب العالمين سبحانه وتعالى حينما بيّن صفات عباد الله الصالحين الذين يحبهم، بين ثلاث جرائم يتعرض لها الناس ويقعون فيها فقال سبحانه وتعالى { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضٰعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيٰمَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِاۦ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صٰلِحًا فَأُولٰٓئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنٰتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) }
[ سورة الفرقان : 68 إلى 70 ] فجمع هذه الثلاث الجرائم التي هي أكبر الجرائم التي يمكن أن يرتكبها أحد من الناس فعد منها بعد الشرك بالله سبحانه تعالى، بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق هذا واحد أيضاً يقول الله تبارك وتعالى { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤهُ جَهَنَّمُ خٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }[ سورة النساء : 93 ] إذاً يتصور الإنسان كيف وضعه إذا كان جزاؤه جهنم، ومعها غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه، وتأكيد على العذاب العظيم الذي نزل به لم يذكر في أي جريمة من الجرائم مثل هذا اجتماع هذا الوعيد واجتماع هذه العقوبات، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول" لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حرامًا" فالدم الحرام يمكن لأي جريمة أخرى إذا كان الإنسان على توحيد الله سبحانه وتعالى، و أي ذنب آخر ممكن أن يتدارك، لكن أن يموت وهو يحمل أنفس و أرواح، ودماء في رقبته، فهذا يأتي بجرم عظيم، ويتعرض لمصير مُظلم و أسوأ من ذلك أن يفعله تلقائيًا، كما يحصل بين الناس أحياناً يتخاصم رجلان أو مع الغضب يثور أحدهما على الآخر فيقتله هذا طبعاً جريمة كُبرى، لكن الأكبر منها أن يكون القتل ضمن منظومة، وضمن عصابة، وضمن تخطيط وهذا النوع من القتل هو لا يستهدف الشخص الذي قتل، و لكن يستهدف الأمة يستهدف جميع الناس، يكون هناك مخطط لاغتيالات، وقتل واستهداف أعداد من الناس معنى ذلك أن من يقومون على هذا المخطط، ويقفون وراءهم يعني لا يستهدفون شخصًا واحداً، ولكنهم يستهدفون الأمة بأسرها، ويستهدفون الأمن والاستقرار، يستهدفون الحياة، يستهدفون الدين والخلق كل المعاني والقيم من يعمل في هذه المخططات هو يستهدفها في الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أخي بارك الله فيك للأسف الشديد كثير من الناس يأتيه الشيطان، فيقلب له تقليب عجيب جداً جداً طبعاً نحن نشكوا من الفكر المتطرف، نشكو من المُكّفرين الذين يكفرون، ثم يبنون على تكفيرهم للناس استحلال دمائهم، و أموالهم، وأعراضهم هذا منكر عند الجميع، هؤلاء يستهدفون أنماطًا من الناس، و أعداد و أشكال وفئات من الناس مختلفة، لكن للأسف الشديد أن هناك فئة أخرى بزعم محاربة التكفير والتفجير، و استباحة الدماء؛ يختارون خيرة الأمة ويستهدفونهم ويقتلونهم دون أن يكون هناك أي حجة أو أي مبرر لقتل هؤلاء ، الرجل هذا أنا أعرفه حق المعرفة والله عندما تجلس معه وترى صمته، تسمع كلامه، ترى تصرفه، ترى زهده وتواضعه وسكينته تحتقر نفسك معه رجل يعني إذا لم يصدر منه ما ينفع الناس، فلن يصدر منه أبداً ما يضرهم فهو يعمل في الدعوة إلى الله وفي نفع الناس وفي الخير من أيام الحزب الاشتراكي أيام شدة المحاربة للدين وهو يعمل في تلك الأيام، ومشت تلك الأيام و انقضت بما فيها، فتحت للناس الحمد لله سُبل الخير وسُبل الدعوة، فكان يعمل في الدعوة و يؤم المصلين، ويخطبهم، ويقوم على الأعمال الخيرية، عضو مؤسس في جمعية الحكمة اليمانية الخيرية التي كل من في بلده فرع من فروعها لمس خيرها وأفضالها، وما جلبته للناس من الخير وفوق ذلك هو يعمل آخر ما يعمل مدير لمدرسة اسمها مدرسة البنيان مدرسة أهلية فيها من التزكية والتربية والحفاظ على أخلاق الطلاب.
ـــــــــــــــــــ
لا نحن الآن نتكلم عن حرمة الدماء، وخطر وقوع أو فتح الباب للفتنة هذا من مهمتنا نحن كمرشدين، ودعاة مُحّذرين للأُمة لأن الفتنة هي أكبر، والفتنة أشدُ من القتل، لأنه إذا انتشرت الفتنة وفتحت أبوابها؛ جاء القتل وما دون القتل كله يدخل تحت مظلة هذه الفتنة.
2021-11-15 07:31:44