أهمية رفع المعنوية
السؤال :
أهميتها في نفوس المسلمين. |ــــــــــ |كان من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم هو رفع المعنوية، لكن فضيلة الشيخ من الآن الذي يرفع معنويات مثلاً ، الذين يقاتلون دفاعاً عن وطن، ودفاعًا عن العرض، وكذلك البلد من هنا يأتي بالدرجة الأولى؟ |ــــــــــ |فضيلة الشيخ البعض ربما يتحدث يقول أن هذا خلاف سياسي بين أمثال هذه المليشيا والدولة أو الحكومة، وأن هذا موضوع سياسي بحت، وعلى العلماء مثلاً، وعلى الناس ألا يتدخلوا بهذه القضايا يعني كيف نستطيع أن نقنع هؤلاء والخطاب هنا شرعي نريد أن نتحدث من باب الشريعة يعني هل أمثال من يروجون لأمثال هذا الكلام يأثمون شرعاً؟
الإجابة
أولاً بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
المعنوية هي كما أشرت في تقديمك حال نفسية تكتنزها النفس تؤثر في سلوك وفي موقف وفي همة الفرد، فإما أن تكون نحو العُلا، وإما أن تكون نحو الهبوط والسكون ونحن في الشرع عندنا حسن الظن بالله، وعندنا الأمل، والرجاء وفي نفس الوقت في مقابله يأتي اليأس والقنوط، فالأمل وحسن الظن بالله عز وجل من أعظم العبادات وأرفعها لأنها تبني وتؤسس وتدفع وتزيل رواسب الانهزامية بالنفوس، بينما نجد أن من أكبر الكبائر اليأس من روح الله؛ فاليأس والقنوط الذي هو الهزيمة النفسية الذي هو هبوط الروح المعنوية لدى الفرد هذه من أقبح الأعمال، ومن أكبر الكبائر، فلذلك الواجب أن يتكاتف الناس على رفع المعنوية لدى كل من يعمل لمصلحة الأمة، وهذه الأيام وفي وضعنا الحاضر أولى من نعمل على تثبيتهم وعلى رفع معنوياتهم جنودنا الذين يواجهون هذا العدو الغاشم المنحرف الرافض الذي يعتدي ويحارب القيم، يحارب المنهج، يحارب الهوية يعتدي على النفس، ويعتدي على العرض بالسب والشتم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعتدي على المال على كل مقومات الحياة، إذاً فهم بحاجة مقاتلين، بحاجة إلى هذا المعنى برفع هذه المعنويات كيف؟ علمنا ربنا سبحانه وتعالى وعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نبث الأمل وأن نرفع المعنويات، وأن نثبت المقاتلين أولاً المثال القرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة الحديبية وحينما تعذر دخول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى مكة بعد أن بشرهم بأنهم سيطوفون بالبيت ويحلقون أو يقصرون فصار عند الصحابة يعني ردة فعل الكائن عند الصحابة ألم وحسرة شديدة جداً، وانقباض من هذا الموقف أن يقبل الصلح ويرجع بهم دون أن يدخلوا مكة ودون أن يطوفوا بالبيت وأن يؤدوا عمرتهم التي وعدوا بها، فبشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم إني عبد الله ولن أعصيه أولاً إن هذا شيء من عند الله عز وجل.
الأمر الثاني أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف سورة الفتح { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا }
[ سورة الفتح : 1 ] فقرأها عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له عمر يا رسول الله افتح هو قال نعم هو فتح إذا جاء إنزال هذه السورة في هذا الظرف في هذا الوقت ليبشرهم بأن ما حصل في الطريق إلى الفتح لن يؤثر في حصول الفتح، وأن الفتح آت لا محالة وهو فتح مبين، ثم بيّن مقدمات هذا الفتح وما ادخر الله عز وجل للمؤمنين أثناء المهادنة والرجوع عن حرب، إذاً فهذه من منهج القرآن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في بث الأمل رفع المعنوية وتبشير ولو في حال الهوان في حال الضعف في حال القلة في حال الخوف في كل هذه الأحوال، كان يبث الأمل من ذلك حديث خباب بن الأرت وهو حديث صحيح في الصحيحين (لما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وبعض الصحابة رضوان الله عليهم جاءوا إليه متوسل بردته في ظل الكعبة مضجع في ظل الكعبة الهموم تحيط بالجميع وجاء الصحابة رضوان الله عليهم يا رسول الله ألا ترى ما لحق بنا ألا ترى ما نحن فيه؟) يعني التعذيب التشريد القهر الفتنة يعني تناوحتهم المِحن من كل جانب، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم لما رآهم بهذه الصورة وبهذا الحال محمر وجهه، ثم قال لهم لقد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيوضع المنشار في مفرق رأسه حتى يشق باثنين لا يرده ذلك عن دينه، ويؤتى بالرجل فيمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يرده ذلك عن دينه وليتمنَّ الله هذا الأمر حتى تسير أو يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه. أنظر في حال شديد في غاية الشدة، في غاية البؤس في غاية التكالب الهموم على الصحابة يرفع هذه المعنويات بهذه البشارات، بهذا المنطق وإذا بهم يفيضون، وإذا بهم يمتلئون أمل ويمتلئون عز ويمتلئون شوق إلى هذا، إذاً وبالتالي يأتي العمل، لكن لو جاء اليأس لا يكون تثبيط هناك.
ــــــــــ
الكل يجب أن يسند بعضهم جميعاً السياسيون والإعلاميون والعلماء، وكل من تسمع له كلمة يجب أن يشارك في هذا الميدان، وفي هذه الجبهة العظيمة نحن لسنا في المتارس، ولكن أهل المتارس هم مستندون إلينا ومعتمدون بعد الله علينا، فإما أن ندفع بهم إلى الأمام، و إما أن نثبطهم ونخذلهم، كيف ندفع بهم وكيف نثبطهم؟ أولاً أنها كما قلت مسؤولية عامة، و طبعاً دائماً الخطاب الشرعي، خطاب العلماء خط الدعاة الذين ينطلقون من قال الله وقال رسوله ومن منطلق الشرع، ومن مخاطبة الروح، ومخاطبة القلب فهؤلاء حديثهم وكلامهم وتصرفاتهم هي المؤثرة قبل أي نوع آخر من الخطاب، لكن يجب أن تتكاتف الجهود من الجميع على أن يسيروا في هذا الاتجاه وأن يعملوا على هذا الاتجاه، يجب أن نأتي أولاً العلماء يجب أن يقوموا بدورهم ويبينوا الموقف الشرعي من قتال هذه الفئة المنقلبة الباغية المعتدية على كما قلنا أرواح الناس، على أموال الناس على العرض على الأرض على كل شيء، ويبينوا لهم ويثبتوا لهم أن قتالهم شرعي وأن من قاتلهم بنية الدفاع عن دين الله وعن أصحاب رسول الله، وعن الحق حق المسلمين عن دماء المسلمين، عن أموال المسلمين، عن أعراض المسلمين أنه في سبيل الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل من أجل المغنم قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا؛ فهو في سبيل الله فإذا أنتم يا معشر المقاتلين لماذا تقاتلون؟ لماذا تضحون؟ لماذا تراق دماء بعضكم؟ لماذا الجراح لماذا مفارقة الأولاد؟ لماذا تحمل الأعباء؟ كل ذلك ما أظن أنه فقط من أجل عداوة أو سوء تفاهم مع هذه الفئة، ولكن ما يخرج الإنسان إلى تلك المواقع وتلك الجبهات إلا أنه يعمل لنصرة دين الله، ونصرة الحق الذي يؤمن به، ويؤمن به اليمنيون كلهم فهم في سبيل الله ومن قُتل منهم بهذه النية وإن شاء الله كلهم على هذه النية فهو شهيد، وأما المعتدي عليهم فإنه لا شك أنه باغ معتدي وأنه يخشى أن يكون من أهل النار، ومن هنا نحذر كل من يسير في فلك هذا الطاغية، وهذا الظالم، وهذا المعتدي وهذا الظالم المنحرف أنه ليست الخسارة خسارة دنيا، ليست الخسارة خسارة تعب يتعبه الإنسان يجرح أو يقتل، ولكن المصيبة أنها خسارة الدنيا والآخرة هؤلاء ينصرون هوى، ينصرون دنيا هذا البغيض الخبيث بفقدان دينهم، وفقدان دنياهم يخربون دنياهم ودينهم من أجل أن يرضوا هذا الداعي، فهذا يجب أن يبينه العلماء ويبينوا لهم فضل الشهادة في سبيل الله، ويبينوا لهم أن النصر سُنة الله عز وجل في الصراع بين الحق والباطل والعاقبة لمن؟ للمتقين.
ــــــــــ
نعم.
2021-11-09 07:13:03