ترك المعاصي وعمل الصالحات
السؤال :
أنا أريد من الشيخ أن يعلمني طريقة أرجع بها إلى عمل الصالحات وترك المعاصي كل ما نويت أن أتوب أرجع إلى المعاصي كيف العمل؟|
الإجابة
الحمد لله ..
باب التوبة مفتوح لمن أقبل على الله وقصده بصدق وإخلاص , ومعاودة المعاصي بعد التوبة له أسباب منها :
1_عدم الصدق في التوبة , والصدق في التوبة يتحقق بالعزم على عدم المعاودة فمن عزم على معاودة المعصية بإبقاء أسبابها فهو غير صادق في توبته , فعلى من يريد التوبة الحقيقية أن يبتعد عن أسباب المعاصي , كمن كانت معصيته النظر إلى المحرمات فيجب عليه إبعاد جميع الصور المحرمة وأسبابها مثل التلفاز مثلا , وإن كان فيه أشياء مباحة فإن عليه ألا يفتحه إلا بوجود رفقة صالحة , فإن الشيطان أبعد من الاثنين منه من الواحد , كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد ، و هو من الاثنين أبعد "[1], وهكذا تجنب جميع ما يهيج إلى المعاصي واجب على كل من أراد السلوك إلى الله عز وجل .
وتوبة العازم على المعاودة سماها ابن القيم[2] رحمه الله : توبة الكذابين , أو كما قال تكون وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على وقوعها متى أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .
2_ألا تكون هذه التوبة قد أحدثت أثرها من الذل والخضوع والإنابة والحذر والخوف من الله والبكاء من خشية الله , فإن يكن مع التوبة شيء من ذلك وإلا فهذه علامة على عدم صدقها .
3_أن يستمر على مصاحبة أهل المعاصي , فعلى من أراد توبة خالصة أن يتباعد عن أهل الشر وأن يقترب من أهل الصلاح , ويدمن حضور مجالس العلم , ويتحقق بالعلوم التي يتلقاها منهم حتى يتم له النفع والبعد عن المعاصي .
ولا يفوتنا أن نذكر السائل بالإكثار من دعاء الله عز وجل في كل وقت أن يبعد عنه المعاصي وأسبابها وأن يوفقه للتوبة الصادقة , وهذا سبب مهم قد نغفل عنه .
وفقنا الله وإياكم للتوبة النصوح ونيل رضا الله عز وجل في كل أعمالنا .
2021-10-10 08:18:05