تزويج الأب لابنته الصغيرة بلغت أو لم تبلغ
السؤال :
فضيلة الشيخ / أحمد المعلم حفظكم الله ورعاكم|السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :|وردت للموقع حزمة من الأسئلة المتعلقة بالمرأة من قبل طالبات علم وداعيات عبر الأخوات في مركز دراسات وأبحاث المرأة المسلمة نورد لكم بعضا منها وهي كالتالي:|السؤال الأول: بعض النساء والفتيات يقلن قرار تحديد سن الزواج قرار صحيح على الأقل للآباء الذين يرغمون بناتهم على الزواج رغماً عنهن، فكيف نرد على هؤلاء؟
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
أما بعد ..
فتزويج الأب لابنته الصغيرة ـ بلغت أو لم تبلغ ـ جائز شرعاً وأدلته معروفة مشهورة ؛ بل هو مجمع عليه كما قال ابن عبد البر :
أجمع العلماء على أن للأب أن يزوج ابنته الصغيرة ولا يشاورها ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة بنت ست سنين أو سبع سنين أنكحه إياها أبوها .اهـ الاستذكار (16 / 49 - 50)
ولا يلزم من جواز تزويج الصغيرة الدخول بها ؛ بل لا توطأ إلا إذا صارت مؤهلة لذلك ؛ ولذلك تأخر دخول النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها ؛ فعنها أنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين ، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعاً . متفق عليه
وبناء على ما تقدم فلا يجوز منع الأب من تزويج ابنته متى جاءها كفؤها , والأب ـ في الأغلب ـ مجبول على الشفقة بها وهو أدرى بمصلحتها .
فإن احتج محتج بالأقلية من الآباء الذين لا يراعون مصلحة بنتاهم فالجواب :
شرع الله فيه كل الخير وهو الأرفق بالبشر ولا شك , ولو حدد محدد سنا معينة للتزويج فسيترتب على ذلك التضييق على الأغلبية من الآباء وبناتهم والأزواج الراغبين في تزوج هؤلاء البنات , وهكذا فسنجدهم يرفقون بحالات قليلة ويضيقون على عامة الناس , والحل الحقيقي هو في إفساح المجال للدعاة إلى الله والعلماء العاملين ليصلوا إلى مجتمعاتهم لنشر الفضائل ومحاربة الرذائل , ومنها تفقيه الآباء بحقوق بناتهم عليهم .
ولا ينبغي أن ننسى أن الدعاة إلى التحديد المذكور هم في ـ أقل أحوالهم ـ بعيدون عن الفقه في الدين لا ينبغي لهم أن يتكلموا إلا بعد مراجعة أهل العلم المشهود لهم .
نقول هذا ونحن نعلم ـ تمام العلم ـ أن وراء هذه الدعاوى أيادي غربية ؛ تريد غزو بلادنا فكريا قبل غزوها عسكريا ؛ فيمهدون بأفكار شتى ليربكوا الناس ويسحبوا من يستجيب لهم لمعسكرهم , وللأسف ينجر وراء هذه الدعاوى الكثير ممن حسنت نيته وقلت بضاعته في العلم ويظن أن الأمر هين والحق أنه عند الله عظيم، هذا ومع تسليمنا بأنه في بعض الحالات قد يكون التأخير هو الأصلح لعدد من الأسباب إلا أن التعميم بالمنع ظلم وحجر على الناس مما يتناقض مع ما يدعو إليه مروجي هذه القوانين من منع أي حجر على الناس أو مصادرة لحرياتهم وتصرفاتهم مما يدل على أن الأمر مقصود لشيء آخر لا لمجرد منفعة هؤلاء الصغار من الجنسين.والله أعلم.
2021-10-10 08:18:03