تشميت من تكرر منه العطاس
السؤال :
رجل تكرر منه العطاس , فبعضهم يقول: إنه مزكوم فلا نُشَمِّتُه بعد الأولى , وبعضهم يقول: لا نُشَمِّتُه بعد الثانية أو الثالثة , وبعضهم يقول له: شفاك الله. فما هو الصحيح في ذلك ؟
الإجابة
من نظر في الأحاديث ؛ وجد حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم وغيره أن رجلاً عطس عند رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال: ” يرحمك الله ” ثم عطس أخرى فقال: ” الرجل مزكوم ” وفيه اختلاف على عكرمة بن عمار ، لكن الأكثر رووه عنه بهذا اللفظ, وفي حديث أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا: ” شَمِّتْ أخاك ثلاثًا , فما زاد فهو زكام ” والرفع زيادة ثقة , لكن في السند علة أخرى , وروي من طريق أخرى فيها سليمان بن أبي داود الحراني , وهو إلى الوهاء أقرب , ومن مرسل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام ، وهو مرسل صحيح
, أن الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: ” إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فشمتوه , ثم إن عطس فقل: إنك مضنوك ” , قال عبد الله بن أبي بكر الراوي عن أبيه: لا أدري أبعد الثالثة أم الرابعة ؟ وهناك آثار أخرى , فالراجح عندي: أن ترك التشميت بعد ثلاث زيادة مقبولة يتعين العمل بها , وانظر ما جاء في ” فتح الباري ” (10/605-606) .
وأما قول الجليس بعد الثلاث: شفاك الله ؛ فلا أعلمه مرفوعًا ولا موقوفًا , إنما هو من قول بعض الشافعية , نقله عنه ابن دقيق العيد , وَوَجْهُهُ أن الرجل مريض يحتاج إلى دعاء بالعافية والشفاء , انظر “الفتح”. وعندي أن ما جاء في السُّنه أولى , ولا ينبغي أن نلتزم بعد الثلاث دعاء معنيًا كي لا يُظَنَّ أنه سنة , ويكون بعد ذلك ذريعة للابتداع في الدين . والله أعلم .
2021-09-12 13:03:19