تعرض رجل لإطلاق النار دون قصد وسلمه الله
السؤال :
وقع إطلاق نار على رجل مقصود للمعتدين وكان بجواره رجل آخر غير مقصود، وقد أصيب الرجلان مباشرة، أما الرجل المقصود فقد توفي بعد الحادث بفترة وجيزة جداً، وأما الآخر فقد سلمه الله مع أن الإصابة كانت بالغة ولا تزال الرصاصة في موضعها من جسده لخطورة إجراء العملية لإخراجها ولقول الأطباء أنها سوف تخرج بالعلاج أو يسهل إخراجها فيما بعد، وحيث أن المصاب هذا قد شفي ومارس حياته الطبيعية منذ أكثر من سنة وقد رغب الطرفان في إنهاء القضية فما توجيهكم؟
الإجابة
إن الله عفو يحب العفو، وقد أمر به وحث عليه وعده من صفات المتقين الذين هم أهل الجنات، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول: (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً) رواه مسلم، وما دام أن هذا الرجل لم يكن مقصوداً للرامي، وإنما أصابه قدراً، وقد سلم الله المصاب فالمتوجه السعي لدى المصاب بالعفو وعدم المطالبة بالقصاص؛ لأنه في إصابة خطأ وليست عمداً؛ ولأن القصاص في مثل هذه الجراحة لا ينضبط؛ فلذلك يقول الفقهاء بأن ما كان من هذه الجراحة فإنه لا قصاص فيها، لعدم التمكن من العدل ولإمكان الزيادة فيها عن الحق أو تعريض المقتص منه لخطر الموت، وعلى ما ذكر فيمكن أن يحكم على الجاني بأرش الجرح ونفقة علاجه أو طلب العفو عن ذلك كله، ثم تقدر اللجنة مبلغاً يعطى للمصاب مقابل نفقات العلاج والتعطيل عن العمل مدة المرض، وهذا أفضل إن أمكن، وقد أرشد الله تعالى إلى العفو من قبل المجني عليه أو وليه كما أرشد إلى حسن الأداء من قبل الجاني فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) إلى قوله { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (178) سورة البقرة، فقد أرشد إلى العفو ثم حسن المطالبة من قبل ولي الدم وحسن الأداء من قبل الجاني، ثم توعد من عفا أو قبل الدية ثم خانه بأن قتل أو أصاب صاحبه بعد ذلك بالعذاب الأليم. هذا والله أعلم.
2021-10-10 08:18:02