تغير الطعام، وما ورثته النساء من حواء
السؤال :
س:هل صحيح أن اللحم لم يتغير شمه أو طعمه إلا بعد أن صلى بنو إسرائيل على نبي الله عيسى عليه السلام وأن النساء ورثن من أمهن حوى ما يصدر من بعضهن من التمرد على أزواجهن وعمل مالا يريدون منهن عمله وأنه لولا حوى لما حصل منهن أي شيء من ذلك لأزواجهن؟|
الإجابة
ج:أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعاً إلى رسول الله ﷺ أنه قال (لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم)( ) ولولا حوى لم تخن أنثى زوجها) ومعنى قوله يخبث الطعام أي لم يتغير ريحه ومعنى قوله لم يخنز اللحم أي لم يتغير ولم ينتن وقال المناوي يعني لولا أنهم أي بني إسرائيل سنوا الإدخار للحم حتى خنز فصار كلما أدخر لحماً ثم نخز قال فهموا بأنه إشارة إلى أن خنز اللحم شيء عوقب به بنو إسرائيل بكفرانهم نعمة ربهم حيث ادخروا السلوى منتنة وقد نهاهم عيسى عليه السلام عن الإدخار ولم يكن ينتن قبل ذلك وفي بعض الكتب الإلهية لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء كما قال أيضاً في معنى ولولا حوى لم تخن أنثى زوجها معللاً الخيانة من النساء لأنها أي حوى أم النساء فأشبهنها ولولا أنها سنت هذه السنة لما سلكتها أنثى مع زوجها فإن البادئ بالشيء كالسابق الحامل لغيره على الإتيان به فلما خانت سرت في بناتها الخيانة فقلَّما تسلم امرأة من خيانة زوجها بفعل أو قول وليس المراد بالخيانة الزنا حاشا وكلا لكن لما مالت حوى إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وزينت ذلك لآدم مطاوعة لعدوه إبليس عُدَّ ذلك خيانة وأما من بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وأضاف المناوي إلى كلامه هذا قوله وفيه إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من النساء لما يقع لهم من المشاكل وأن ذلك من طبعهن والعرق دساس فلا يفرط في لوم من فرط منهن في شيء من غير قصه أو نادرة وأخيراً قال المناوي وينبغي لهن أن لا يتمسكن بهذا في الاسترسال على هذا النوع بل يضبطن أنفسن ويجاهدنها هكذا قاله المناوي في معنى هذا الحديث المسئول عنه شارحاً في المجلد الخامس من كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير والله أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أدري هل المقصود بهذا الحديث ما قاله المناوي من أن خنز اللحم أي تغير رائحته كان عقاباً من الله لنبي إسرائيل لأن السلوى كان لا ينتن أم أن ذلك غير صحيح حيث أن المناوي لم يبرهن على صحة ما ادعاه ببرهان صريح صحيح ولهذا كله أقول الحديث صحيح من ناحية الرواية وأما من ناحية الدراية فالله أعلم بالصواب.
2021-08-17 08:53:36