سبب تفضيل الله لبني اسرائيل قرونًا
السؤال :
كيف تفسرون تفضيله عز وجل لليهود عقودا طويلة (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) وهم الآن أعتى أعداء الإسلام و أعتى أعداء الله جزاكم الله خيراً
الإجابة
قال المفسر ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: إني فضلت أسلافكم‘ فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم‘ إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء‘ والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء‘ لكون الأبناء من الآباء‘ وأخرج جل ذكره قوله): وأني فضلتكم على العالمين)مخرج العموم‘ وهو يريد به خصوصا ; لأن المعنى: وإني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه
ثم نقل عن قتادة أنه قال: فضلهم على عالم ذلك الزمان
وعن أبي العالية قال: بما أعطوا من الملك والرسل والكتب‘ على عالم من كان في ذلك الزمان‘ فإن لكل زمان عالما
وعن مجاهد قال: على من هم بين ظهرانيهم
فالمقصود بهذه الآية التي خاطبت اليهود الذين كانوا موجودين في حال تنزل القرآن أنه ذكرهم بتفضيل أسلافهم على عالم من كانوا بين ظهريه فأعطاهم الملك والرسل والكتب ولكن لما تنكبوا الطريق فقتلوا الأنبياء وحرفوا كلام الله سلب ذلك منهم وأعلن الله في القرآن حكمه عليهم فلعنهم وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير ويمكن أن يقال بأن الآية لا تقتضي الأفضلية، وإنما تلك الأفضلية أن الله خصهم بمزيد من الأنبياء والرسل وذلك لتقصيرهم وشدة تعنتهم والله أعلم
2021-09-26 06:17:47