حقيقة حزن الله على عباده الظالمين أنفسهم
السؤال :
هذا سائل يقول أن هناك من يقول أن الله عز وجل يحزن جل في علاه على عباده الذين ظلموا أنفسهم وتعرضوا للعذاب بعد أن دعا عليهم الرسل فيستدل بقول الله تعالى فلما أسفونا انتقمنا منهم ويقول أليس الأسف والحزن العميق في النفس؟ سؤالنا شيخنا هل الله يحزن ويتأسف على تعذيب عباده كما يفسر بعض المفسرون ممن يدعون التفسير وما معنى هذه الآية؟|
الإجابة
معنى هذه الآية الواردة في قصة فرعون وقومه وأنه سبحانه وتعالى أمهله وأعطاه من الآيات الرادعة التي تنبههم إلى خطأ مسلكهم وأعطاهم من العذاب الأدنى يعني ابتلاهم بالقمل والضفادع والدم و الآيات المفصلات التي تتضح لهم من أجل أن يستعيدوا وعيهم ويرجعوا إلى جادة الصواب، فكانوا إذا جاءتهم هذه الآيات رجعوا وسألوا موسى أن يدعو لهم، فإذا انجلى عنهم العذاب وانجلى عنهم جلت عنهم العقوبة، عادوا إلى ما كانوا عليه فلما تكرر ذلك غضب الله عليهم سبحانه وتعالى، فلما أغضبونا، فلما أسخطونا، فلما دخلوا في غضبنا، دخلوا في سخطنا انتقمنا منهم فهذا ليس له علاقة بذاته الله عز وجل بحكمة يعذب من يشاء وما دام أنه سبحانه وتعالى يعذب من يستحق العذاب، فلا يمكن أن يأسف، يحزن على أنه عذب فلاناً؛ لأن فلاناً قد أتته النذر وقد جاءته الحجج وقد أتاه التنبيه وقد أتاه الواعظ ليزدجر عن هذه الطريق الموصلة إلى العذاب فلم يقبل واستمر وأصر، فلذلك يعاقبه الله عز وجل وليس عندنا أي دليل على أن الله عز وجل يأسف أو يندم أو يحزن على أنه يعاقب المذنبين.
2021-11-09 07:13:02