فتاوى

هذا حديث عظيم ذو معان بالغة الأهمية وهو أيضاً صحيح من أعلى درجات الصحة فقد رواه البخاري ومسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالأمير راع في الناس ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها والعبد أو الخادم راع في بال سيده ومسؤول عن رعيته ألا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فهنا يحمل الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع المسؤولية كل واحد له مسؤولية تخصه وعلى القدر الذي يتحمله على مقدار ما هو فيه وعلى مقدار وضعه الذي وضعه الله سبحانه وتعالى فيه فتتفاوت المسؤوليات ولكن في الأخير لا يفلت أحد من أن يكون مسؤولا وهذا الذي سيعم الناس جميعا يوم القيامة وقفوهم إنهم مسؤولون فليس أحد خارج عن نطاق المسؤولية الذي يقول والله أنا ما أنا مسؤول، مسؤول فلان مسؤول فلان يلقون اللوم على بعضهم البعض هذا غير صحيح بل كل مسؤول عما حمل أو عمن استرعاه الله عما حمل هو من الأمانة ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بها تدريجا من الأعلى إلى الأدنى.
ـــــــــــــــــــ
لا لأن الأهمية هنا تختلف رجل أو إنسان مسؤول عن أمة يعني هو قد وضع نفسه في موضع يصل خيره وشره وإهماله ورعايته إلى كل هذه الأمة فإن قصر تأثرت بتقصيره الأمة وإن حزم وقام بواجبه وأدى مسؤوليته استفادت الأمة كلها فلذلك لا ضير أو ليس هناك مشكلة في أن يبدأ به فهو بالفعل هو الذي أهميته أكبر من أي أهمية أخرى ولذلك في قضية الإمارة والولاية والملك والسلطان هو كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها نعمت المرضعة وبئست الفاطمة يعني حلاوتها الآن في قضية أن الإنسان يتبوأ هذا المكان وينظر إليه هذه النظرة ويكون بإشارته تتحرك الأمة تدخل وتخرج الأموال ويطاع وكذا هذه حلاوة لكن إذا نظر إلى عواقبها وإلى ما يترتب عليها من السؤال، السؤال قبل قضية الفصل وقبل قضية الحكم وقبل قضية العقوبة بمجرد السؤال كم سيتعب في الإجابة على هذه الأسئلة عن هذه الأمة.
ـــــــــــــــــــ
لا ليس خاصًا بأعلى منصب، لكن مسؤولية الذي في أعلى منصب تختلف عن منصب عن مسؤولية مدير للمدرسة أو مدير الإدارة، وكلما كان يعني مدير مدرسة ثم مدير مديرية مكتب الوزارة في محافظة ثم وزير التربية طبعا تتفاوت مسؤوليتهم وهذا مسؤول عن عدد من المدرسين والطلاب فقط وعن ما يخص المدرسة وتتوسع الدائرة ثم الذي في فوقه مسؤوليته أكبر والوزير مسؤوليته أعظم ثم الرئيس هو مسؤول عن جميع هؤلاء الوزراء ومن تحتهم وعن الشعب الذين هم حل المسؤولية اذا المسؤولية عليهم هنا يعني إن كان خيراً فخير وان كان شرا فشر يعني قطعا من استشعر هذه المسؤولية وأحس بمقدارها وقام بما تقتضيه فالأجر العظيم والمنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة عند الله وأيضاً الذكر الحسن الذي سيخلفه في الناس بمعنى أن الجزاء هو في الدنيا وفي الآخرة.
ـــــــــــــــــــ
نعطي المسؤولين مثال أو مثالين مثلاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان متعبا نفسه ليلا ونهارا عوتب في ذلك فقال إذا نمت بالليل ضيعت نفسي بمعنى أنه يترك قيام الليل يترك العبادة فتضيع نفسه وإذا نمت في النهار ضيعت رعيتي وأنا مسؤول عنهم يعني استشعارهم لا يوجد وقت ضائع، فهو في مسؤولية إما مسؤولية عن نفسه بحيث يريد أن يقدم لها عملا صالحا عند الله عز وجل حتى يتقي الهلاك يوم القيامة أو أن يقوم بهذه المسؤولية التي حملها.
ـــــــــــــــــــ
هو لا يتكلم عن هذا هو يقول الآن هو قسمها يقول النهار هذا للرعية والليل هو غالبا مع إنه ما تركها حتى في الليل معلوم عن عمر بن الخطاب أنه كان يعس في أرجاء المدينة بمعنى أنه كان يتجول في الأحياء ينظر ماذا قد يكون هناك محاولة سرقة محاولة اقتحام قد يسمع أنين مريض قد يسمع دعاء من يدعو له أو يدعو عليه إذا التحسس يعني قلبه طائر غير مستقر خائف أن يناله اللوم أو يناله الإثم والمسؤولية عن هؤلاء الذين استرعاهم الله عز وجل وعمر بن عبدالعزيز ايضا وهكذا غيرهم ممن جعل الله في قلوبهم المراقبة والخوف من الله عز وجل
فتكون هذه المسؤولية عبئاً ثقيلًا عليهم.
وكذلك المهملين والنيام والمنشغلين بلهوهم وبلعبهم هؤلاء يضيعون في الدنيا الملك وكم من خليفة أو أمير كان في قمة الهيمنة والقوة والعزة والجبروت ثم جاء بعده إما ولي أمر أو ولي عهد أو مرشح المهم خليفة آخر بعده ركن إلى اللهو ركن إلى اللعب، وإذا به يضيع تلك الجهود وتلك الدولة وتلك الهيمنة التي كانت موجودة ثم ينال الذم في الدنيا وينال الإثم في الآخرة
ـــــــــــــــــــ
أكيد نعم هذا صحيح؛ ولهذا أيضاً حتى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أنه من طلبها وسعى إليها يوكل إليها وبالتالي لأن الهوى هنا هواء وشهوة في الحكم وفي السلطة هي التي تسيطر عليه وبالتالي يتركه الله ولا يعينه بينما الذي يدعى إليها يعني يؤخذ إليها يدفع إليها فإنه خائف ولذلك يعينه الله عز وجل على أدائها على الوجه الأكمل.
ـــــــــــــــــــ
هنا لا شك صلى الله عليه وسلم يقول ما من أمير يلي عشرة فما فوقهم إلا جاء يوم القيامة مغلولة يداه فكه عدله أو أوبق جوره أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــ
هذا هو في كل مفاصل الدولة في كل طبقات ودرجات المسؤولية، المسؤولية موجودة و لا شك أن من تولى وظيفة فإن هذه الوظيفة تكاد تأخذ عليه وقته كله وعليه ألا يركن إلى اللعب واللهو والنوم والانشغال ويقول والله وقت الدوام أعمل ويبقى ناسيا الهموم وناسيا التفكير في هذه الوظيفة فقط في وقت الدوام وبعضهم حتى وقت الدوام يضيعه فهذا ضياع، ضياع لنفسه وضياع لأمانته وضياع للأمة.
ـــــــــــــــــــ
والرجل راع في أهل بيته يشمل الزوجة يشمل الابن يشمل الأسرة بكاملها فهو مسؤول عنها الدولة المصغرة لأنه بالفعل الخلية الصغيرة التي منها تنشأ الخلايا الأخرى حتى تتكون الجسم الكامل للأمة هي الأسرة فهذا الرجل مسؤول عن هذه الرعية الصغيرة كيف مسؤول وليس فقط مسؤول عن صحتها؟ نعم هو مسؤول عن صحتها ولكن ليست مسؤوليته مقتصرة على صحتها مسؤول عن غذائها ولكن أيضاً ليس مقتصرة مسؤوليته عن الغذاء مسؤول عن كل ما يحتاجه هؤلاء الأفراد من الأسرة وطبعا في مقدمتها ما يضبط لهم هذه الأمور الدين والاخلاق مسؤول عن استقامتهم على دين الله وعن استقامتهم على محاسن ومكارم الأخلاق وهو إذا رباهم على التدين الصحيح الذي ليس فيه إفراط ولا تفريط ورباهم على مكارم الأخلاق صلح حالهم في الدنيا وفي الأخرة حتى الصحة تتأثر جدا بقضية الأخلاق وبقضية الدين إن كان الرجل حافظا أو مضيعا وحتى الأرزاق وحتى القبول في المجتمع كل ذلك مبناه وأساسه على أن يكون الإنسان مرتبط بالله بحسن التعبد له سبحانه وتعالى ومرتبط بالمجتمع بحسن الأخلاق ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم لخص دعوته كلها إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فعلاقة مع الله وعلاقة مع الناس وعلاقة مع النفس والرجل مفروض عليه أن يكون مراعيا هذه الأمور كلها.
ـــــــــــــــــــ
يعمل بالأسباب برغبة صادقة في أن تؤدي هذه الأسباب نتائجها، نحن اليوم في هذه الأزمان أزمان الانفتاح وأزمان وصول التربية الخاطئة إلى داخل بيوتنا تتضاعف المسؤولية مضاعفة كبيرة جداً حيث أن المربي إن رب البيت صاحب البيت الأب الزوج المسؤول عن هذا البيت إذا غفل فسوف يدخل عليه الشر وتدخل عليه الأخلاق السيئة والعادات الرذيلة وفساد العقول وفساد القلوب حتى فساد الأجسام اليوم من الوسائل التي تبث من خلال وسائل التواصل منه ما يفسد العقل ويفسد النفس ويفسد القلب منه ما يحارب الدين ومنه ما يحارب الأخلاق ومنه ما يصل إلى قضية أخذ إلى الجنون وإلى فقدان الشعور وإلى الشراسة وسوء الأخلاق كل هذا موجود وإذا لم يقم رب الأسرة برعايتها ومحاولة قدر الإمكان دفع هذه الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتائج فإنه سوف يصبح يوما من الأيام وقد خسر أسرته.
ـــــــــــــــــــ
أكيد؛ الزوج له جوانب من جوانب الرعاية والمسؤولية والتربية لا تحسنها المرأة نعم والمرأة أيضاً لها جوانب من جوانب الرعاية والتربية لا يحسنها الرجل فالمرأة لا شك أنها تتحمل مسؤولية كبيرة، ولكن علينا أن نشعر المرأة بمسؤوليتها ونعطيها مساحة كافية مساحة فعلا تتصرف فيها وتتحرك فيها لتقوم بهذه المسؤولية.
ـــــــــــــــــــ
بالفعل عليه أن ينمي احترامها وتقديرها وشخصيتها بين أبنائها وبناتها بين أفراد وأعضاء هذه الأسرة دون إفراط أو تفريط لأن بعض الأحيان وخصوصا مع الدعوات الآن التي نسمعها ونراها والتي دخلت علينا وفي المنظمات المختلفة واستغلال النساء أصبحت تدفع إلى أن تتبوأ مكانا أعلى وأرفع وتتخلى عن مسؤوليتها وبالفعل هو أصلاً دائما هو إناء إما يملئ بالخير وإما يملئ بالشر فكل ما تقلص جانب الخير نمى ويتكاثر جانب الشر وكلما حاولنا أن ندفع الشر نمى الخير فنحن نعطيها وأيضا في وصية أخرى أوصي بها المشاهدين أنه كما قلت نكرم النساء والأطفال أعضاء الأسر إكراما صحيح إكرام حق إكرام منبعث ومنبثق من ديننا ومن كتاب الله وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قيمنا وأخلاقنا حتى نسد الأبواب على من يريدون أن يغروهم بأنهم مهضومون ومظلومون وأنهم محتاجون إلى أن يحاكموا ويشارعوا ويتمردوا على رعاتهم.