حفظ القرآن ثم نسيانه
السؤال :
§ ما هو حكم الأخت التي التحقت كطالبة في مدارس التحفيظ لحفظ القرآن الكريم وتعلمه ثم نسيت ما حفظت؟ وما هو الواجب عليها لكي تحافظ على حفظها للقرآن الكريم؟.|§ وما حكم الأحاديث التي وردت في توعد من نسي شيئاً من القرآن؟|§ وما هو ضابط هذا النسيان، أو الأعذار الشرعية التي تبيح التوقف عن الحفظ والاقتصار على القراءة والمراجعة؟|§ وبماذا تنصحون مثل هؤلاء الأخوات اللاتي يتعذرن عن الحفظ بهذه الحجة، مما ينعكس هذا الأمر سلباً على بقية الحلقات والطالبات؟ .|وهل من نصيحة عامة للنساء والفتيات اللاتي يلتحقن بمثل هذه المدارس لتعلم القرآن وحفظه؟ وخصوصاً أن الجهات المشرفة تتطلع إلى مستوى أفضل، وكذلك المحسنون الذين يدعمون كفالات وإيجارات لخدمة هذه المدارس يطمعون أن يروا ثمرة عطائهم، ولكم جزيل الشكر والتقدير
الإجابة
حفظ القرآن من أفضل الأعمال، ومن أنفع الوسائل لبلوغ العلم بشرع الله، وقد ثبت في فضله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية كنت ترتلها) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وهو صحيح، والمقصود بصاحب القرآن حافظه على الصحيح، وما دام الأمر كذلك فإن حفظ القرآن من أهم ما ينبغي أن يحرص عليه طالب العلم، والواجب حفظه ثم العمل به، والحفاظ على ذلك الحفظ على أن لا يُنسى فإنه أشد تفلتاً من الصدور من الإبل في عقلها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حفِظَه ثم نسيه فإنه مذموم ما لم يكن له عذر شرعي؛ لذا فعلى القائمين على مدارس تحفيظ القرآن أن يعملوا ما في وسعهم لحث الطلاب على الحفظ، واتخاذ الوسائل الكفيلة بذلك، وإصلاح مناهج التحفيظ واختيار المعلمين الأكفاء لذلك، ثم استقراء أحوال الطلبة والطالبات، فمن كان عنده الأهلية اهتموا به وحرصوا عليه وبذلوا معه جهده، ومن كان لا أهلية لديه فإنهم يصرفونه إلى أسلوب آخر من أساليب التعلم؛ حتى لا تضيع جهودهم ولا يحرموا الطالب مما هو قادر عليه بما لا يقدر عليه، والطالب أو الطالبة الذي يحس بالقدرة على مواصلة الحفظ ينبغي له الاستمرار والتشمير في ذلك، وأما من ليس عنده تلك الهمة ولا الإمكانية فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها. والله أعلم
2021-10-10 08:18:06