حقيقة التقية عند الشيعة وعدم جواز استعمالها
السؤال :
السؤال: أعلمكم أني كنت سابقاً من أتباع المذهب الإسماعيلي أو المكرمي، وقد خرجت عن هذا المذهب ولله الحمد قبل خمس سنوات، وعرفت الحق واتجهت إلى الكتاب والسنة، وعند وقوع المشاكل من قبل جميع الأهل وأتباع المذهب وكراهيتهم لي، اضطررت إلى الخروج من صنعاء إلى حضرموت، ومن ثم إلى مكة وجدة، وحصلت على فيزة وإقامة بالمملكة، والحمد لله لقد درست بعض الكتب في التوحيد وعرفت أمور ديني الأساسية، وعند ما جاء والدي إلى المملكة لغرض الحج استقبلته وقمت بالواجب كونه أبي، ولكنه يعتبرني عاصياً كوني خرجت عن المذهب، وللعلم فوالدي هو القائم بأعمال المكارمة في اليمن وأساس الدعوة في نجران بالسعودية، وقبل ثمانية أشهر خرجت إلى اليمن للزيارة، وعند وصولي إلى صنعاء قامت الدنيا على رأسي ومشاكل من جميع أفراد المذهب؛ لأنهم يقولون: إني أخرب أولادهم، وإني أدعوهم إلى السنة حيث وهناك ما يقارب من عشرين شاباً قد تركوا المذهب السابق ولكن سراً، والآن لا أستطيع الرجوع إلى المملكة كوني موقفاً عن السفر.|هل يجوز لي أن أستخدم مبدأ التقية الذي تستخدمه الشيعة بشكل عام؛ لكي أستطيع تمشية أموري وعملي، حيث أصبحت ظروفي صعبة جداً؛ فأرجو منكم النصيحة وإفادتي بما هو مشروع؟|وجزاكم الله خيراً.|
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
ثبتك الله وهداك ووفقك وسددك وجنبك مسالك الضلال، وهذه نعمة عظيمة أن يمن الله عز وجل عليك بالهداية من هذا المذهب الرديء، المخالف لصريح الكتاب والسنة، وعليك أخي الزيادة في التفقه في الدين ومعرفة الحق بدليله والحض على ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» وعليك الحرص لدعوة هؤلاء الضالين بكل وسيلة ممكنة، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، وعليك مع هذا أن تدعوهم باللطف وبالحكمة واللين، والمحاجة بالدليل والبرهان، والصبر على ما تلقى في سبيل الله من أذى، فإن من سار على هذا الطريق يحارب، ولكن العاقبة للمتقين، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21].
أما ما سألت عنه بخصوص التقية، فالتقية المعلومة عند الشيعة ليست من دين الإسلام في شيء؛ لأنها تعني ترك الصدق بالكلية، ولكن المشروع فقط إذا خشيت على نفسك الأذى بالإكراه مع عدم رضاك بحالهم أو موافقتهم على باطلهم؛ لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:28].
ولتبشر يا أخي! فإن من اتقى الله كتب الله له الفرج والمخرج، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:2-3]، فاستعن بالله ولا تعجز، وخذ بالأسباب التي تعينك.
2021-08-15 07:47:09