حقيقة الخلاف في كشف المرأة وجهها وكفيها
السؤال :
السؤال: هل صحيح أن هناك خلافاً بين أهل العلم على مسألة وجه المرأة وكفيها في إظهارهما بدون زينة للأجانب؟ وإذا كان هناك خلاف فلماذا هذا الخلاف مع معرفتنا أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة رضوان الله عليهم لا يظهرن على الرجال كاشفات عن وجوههن سواء بزينة أو بدونها، ووجود الآية التي تقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:59] فالحكم هنا ليس خاصاً بنساء الرسول كما يدعي بعضهم، بل إنه أُمِر رسولنا الكريم أن يأمر نساء المؤمنين، ونحن منهن، فما هو سر الخلاف؟
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
هناك خلاف بين أهل العلم في مسألة وجه المرأة وكفيها، هل يجب سترهما أم لا يجب؟
أولاً: اتفق الجميع على أنه إذا خُشيت الفتنة يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها.
ثانياً: استدل من قال بعدم الوجوب بحديث أسماء عندما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي ترتدي ثياباً ظاهرة، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم: «أن المرأة إذا بلغت لا تكشف إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه»، وهذا الحديث مختلف في صحته، والصحيح أنه ضعيف ولا يحتج به، وقد ثبت في الأدلة الصحيحة مثل حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: «كن نساء المؤمنين يشهدن صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن، لا يعرفهن أحد من الغلس» وقولها: «متلفعات» أي: ملتحفات بأرديتهن.
وقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} [الأحزاب:53] الآية.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:59].
والآيتان صريحتان في ستر الوجه واليدين والبعد عن الفتنة، وهذا لا يتم إلا بالستر الكامل.
2021-08-15 07:47:02