حكم إجبار الأولاد لأبيهم لمنعه من تناول القات
السؤال :
السؤال: نرجو منكم إفادتنا في أب له من الأولاد ثمانية، مرض عافاه الله وشفاه من مرض تليف الكبد؛ بسبب تناوله لشجرة القات، وقمنا بعرضه على العلاج في مستشفيات، وكانت أولى وأعظم نصائح الأطباء امتناعه عن القات، حيث ولم يتبق من الكبد إلا عشرين في المائة من مجموع حجم الكبد يعينه على ما تبقى له من الحياة - أطال الله عمره - إلا أنه ظل يتناول القات ضارباً عرض الحائط بكل نصائح الأطباء، وهذا بذاته يؤثر على ما تبقى له من صحة، ولا يقبل من أولاده النصيحة، فهل يجوز جبره من قبل أولاده على الامتناع عن تناول القات؛ حفاظاً على صحته، لكننا نخاف أن نفتح على أنفسنا المجال في التجبر عليه، أو تدخل الوسواس في نفس أحد الأولاد في استغلال هذا الجبر، مما يؤدي هذا إلى معصية الله ورسوله، ومعصية الوالدين؟|أفيدونا أثابكم الله، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
يعتبر القات من الأمور التي ثبت ضررها، وخصوصاً في مثل حال السائل، والواجب على المسلم أن يجتنب ما يضره، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، ولأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أمرا بالحفاظ على النفس، وعدم التسبب في هلاكها، فليحذر الأخ المبتلى بذلك في وقوعه تحت طائلة الوعيد المتضمنة لقتل النفس، فيجب عليه الكف عما ثبت ضرره عليه، والاستعانة بالله في ذلك، وتقديم محاب الله على شهوات النفس ونزغات الشيطان، ويجب على أهله وأولاده أن لا يعينوه على فعل المحرم، وأن يتلطف أبناؤه في نصحه.
والله أعلم، والموفق والهادي إلى سواء السبيل.
2021-08-15 07:46:50