حكم إجهاض الحمل من الزنا
السؤال :
شيخي الجليل انا أعمل في أحد المستشفيات الخاصة ويأتي إلينا أشخاص يريدون إجهاض حمل لقريبة له بحجة أنه لا يريد العار ويريد الستر ويثبت لنا أنه والد أو أخ للحامل ويكون الحمل أكثر من شهر نرجو التوضيح ولكم الشكر وجزاكم الله خير الجزاء؟
الإجابة
لا يجوز لكم مثل هذا العمل لأن في ذلك نوع إعانة وتشجيع على ارتكاب الفواحش ولو أن الأطباء والصيدلانيين والمستشفيات ترفض مثل هذا العمل المشين لانزجر الناس عن الزنا ثم إن الأصل في الإجهاض أنه محرم سواء كان الحمل من زنا أو كان حملا شرعيا والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أمر الغامدية التي جاءت معترفة بالزنا أن تذهب حتى تضع الحمل وأمر أهلها بأن يحسنوا إليها فذهبت حتى إذا وضعت أتت مرة أخرى فقالت ها أنا ذا قد وضعت فطهرني فقال لها أرضعيه حتى ينفطم فذهبت فأرضعته ثم أتت به وبيده كسرة خبز دليل على أنه قد انفطم فأمر بها فرجمت) }رواه مالك { ولا يجوز الإجهاض إلا في ظروف قاهرة كأن يكون الحمل يهدد حيات الأم بحسب تقرير الطبيب والسبب في تحريم الإجهاض أن بويضة المرأة طالما وتلقحت صارت عند الأطباء نفسا لأنهم يرون عبر الأجهزة الطبية أن الروح موجودة تنبض بالحياة بعد مرور أربعين يوما وهنالك قول لبعض الفقهاء يتوافق مع قول الأطباء ويستدلون برواية للحديث تنص عندهم على ذلك وهي في الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام :(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك في ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك في ذلك ثم ينفح فيه الروح) }متفق عليه {فقوله مثل ذلك في ذلك يعني في الأربعين يوما وهذا كما قلنا يقوله الأطباء المعاصرون وهذا هو القول الراجح إن شاء الله والأحوط وإن كان هنالك من الفقهاء من يقول إن كل أربعين مرحلة ولا ينفخ الروح إلا بعد مرور مائة وعشرون يوما بناء على الرواية الأخرى وأقوال الأطباء المعاصرون في كثير من القضايا أدق لأنها مبنية على بينات واضحة يرونها عبر الأجهزة وليس على مجرد التصور الذهني فكثير من تصورات الفقهاء الذهنية اتضح أنها غير دقيقة كتصورهم أنه يوجد منفذ من الدماغ إلى المعدة ولذلك لا يجوز الإجهاض إلا بعد تقييم الطبيب الماهر الذي يخاف الله تعالى فيشخص الحالة للعلماء الربانيين المعتبرين كي يبنوا فتياهم الشرعية عليها ويقيمون كل حالة على حدة ولا يصدرون فتيا عامة وسواء كان الحمل من زنى أو حملا شرعيا هذا والله الموفق
2021-09-18 08:37:13