حكم الاستهزاء بالملتزمين؟
السؤال :
ما حكم الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة
الاستهزاء بالآخرين خلق ذميم ينم عن كبر في القلب واحتقار للآخرين، وهو ينبئ عن انحراف في السلوك وحيدة عن الصراط السوي يقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] إلى قوله: [..الظَّالِمُونَ] {الحجرات:11}، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: «الكبر بطر الحق وغمط الناس»} رواه مسلم والمقصود بغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم.
فقول الله تعالى: [لَا يَسْخَرْ قَومٌ…] هذا نهي عن السخرية بالآخرين والنهي عند الأصوليين يقتضي التحريم.
والاستهزاء بالآخرين قد يكون بالقول، وقد يكون بالغمز والهمز واللمز أو بالاستهزاء بمشيته أو حركته.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها يوم أن قالت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية إنها امرأة قصيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرته» } رواه أحمد والترمذي {ولما قلدت امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم مشية إنسان قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما أحب أن أحاكي فلاناً وأن لي كذا وكذا» } رواه أحمد والترمذي وأبو داود {أما إذا كان الاستهزاء بالآخرين لتدينه والتزامه وكان الاستهزاء بما يعمل به من الشرع، فإن هذا كفر بالله العظيم كما قرر القرآن الكريم حين قال من قال في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام: «ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكبر بطون وأجبن عند اللقاء، فأنزل الله تعالى: [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ …(66) ] {التوبة}».
2021-09-26 06:17:45