حكم الاقتتال بين المسلمين
السؤال :
الشيخ الدكتور الفاضل عقيل المقطري الأكرم جزاكم الله خيراً على ما تقدموه لمنفعة الناس، وأود أن أطرح بين أيديكم مسألة تحاكي واقعنا المؤلم وهي الاقتتال باسم الدين حيث نرى جميع المذاهب تبرر قتل من يخالفها باسم الدين، فما تقولون في ذلك جزاكم الله خيراً حتى يفهم الناس حرمة قتل المسلم تحت أي مبرر؟
الإجابة
ما يحدث بين المسلمين من الاقتتال يدخل تحت أقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: “إذا الْتَقَى المسلمانِ بسَيْفَيهمَا فالقاتلُ والمقتولُ في النارِ”. (رواه البخاري ومسلم)
والواجب على حكومة البلد التي يدور فيها هذا الاقتتال أن تتدخل لفصل النزاع بين المتقاتلين فإن لم تستطع فتتدخل الدول الإسلامية الأخرى عملا بقول الله تعالى: (وإنْ طائفتانِ مِنَ المؤمنينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فإنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا على الأُخرَى فقَاتِلُوا التي تَبْغِي حتَّى تَفِيءَ إلَى أمْرِ اللهِ فإنْ فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بيْنهمَا بالعدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقسطينَ. إنَّمَا المُؤمنونَ إِخْوَةٌ فأَصْلِحُوا بين أَخَوَيْكُمْ واتَّقُوا اللهَ لعلَّكمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات:9] .
فالله ـ سبحانه وتعالى ـ يأمر بالتدخُّل من أجل إصلاح ذات البين وعلى المتدخلين أن يتحرِّوا
العدْل في الحُكم بين المُتخاصمينَ، ولا يجوز الوقوف موقف المُتفرِّج أو كما يقال محايدا أو الشامت والمعاركُ تَطحنُ المُتخاصمينَ، فذلك حال ضعفاء الإيمان، ومَن لا رحمةَ عنده ومن كان هذا حاله فالله لا يَرْحمه يقول تعالى(واتَّقُوا اللهَ لعلَّكمْ تُرْحَمُونَ) والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أو مَظلُومًا” قالوا: يا رسول الله، كيف ننصره ظالمًا؟ قال: “تَحْجِزُه عن ظُلْمِه فإنَّ ذلك نَصْرُهُ”. رواه البخاري، (6952)
ولا شك أن المبتدئ في هذه الحروب آثم ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وأما إذا كان مستحلا للقتل والقتال فيكون كافرا وأما الفئة المعتدى عليها فلا تأثم لأنها تقوم بصد العدوان فما يقومون به مشروع لأنه مِن باب الدفاع عن
النفس والمال والعِرْض، وقد قال في ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: “مَن قُتِلَ دونَ ماله فهو شهيد…”. متفق عليه. هذا والله أعلم
2021-09-18 10:57:11