حكم التشهير والضرر بالغير
السؤال :
ما حكم من يقوم بالتشهير بالأخرين والحاق الضرر بهم ؟
الإجابة
الله عز وجل أمر بالإحسان للناس وعدم الإساءة لهم "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" [ سورة البقرة : من آية 83 ] "وَقُل لعبادي يَقُولُوا الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطٰنَ كَانَ لِلْإِنسٰنِ عَدُوًّا مُّبِينًا " [ سورة الإسراء : 53 ]، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في الأخرين أو يتهمهم بما ليس فيهم، فهذا يعتبر من أعظم الإثم، ومن أثر الفراء أنّ الإنسان يتكلم في عرض مسلم بغير حق، و إذا كان ذكر الإنسان في حال الغيبة بما فيه يعد غيبة، وهو من كبائر الذنوب فكيف إذا ذكره بما ليس فيه، فلا شك أنَّ الغيبة و الكلام في أعراض الناس واتهامهم وتشهيرهم، حتى وإن كان هذا الأمر فيهم هذا لا يجوز شرعًا، و إنما يجوز الكلام في الأخرين بضوابط كثيرة من أهمها مثلاً هو من باب النصيحة إذا كان لابد من ذكر المعايب من باب النصيحة جاز على سبيل المثال: رجل جاء يخطب شخصًا عند شخص و يستنصحهُ فيقول ما ترى يصلح زوجة لابنتي أم لا، فهذا لا يجوز له أن يكتم ما يعلمه عنه فربما ذكر فيه عيباً حتى يقدم هذا الشخص على تزويجه أو الانصراف عنه وهذا لا يعد من الغيبة، لأنه من النصيحة وهذه تعتبر من أعظم البلايا أن يتكلم الإنسان في أعراض أو يتهمهم بما ليس فيهم، أو يتقول عليهم فهذا يعتبر من البلاء، بل حتى لا يجوز الإنسان أن ينقل كلام الأخرين يقول أنا أقول ما قال النفس، النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحديث الصحيح:" بئس مطية القوم زعموا"، يعني قالوا فلا الناس تجده لم أقل أنا الكلام من عندي بل يعتبر هذا من الكذب يعني أن كذب الإنسان قد يكون عمداً، وقد يكون نقلًا فمن ينقل الكذب ولا يبالي ولا يتحرى يأثم على ذلك، فنقول لا يجوز الإنسان يتكلم في آخرين، ولا في إعراضهم حتى وإن كان فيهم المعايب هذه وأنا أذكر هؤلاء الذين تكلموا في الناس بما لا يعلمون بحالهم أو قد يكون هم بريئين مما قالوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث صحيح :"أنَّ من تكلم في غيره ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال» وهي عصارة أهل النار يعني يكون هذا موضعه جزاءً له أنه تكلم في الأخرين بما ليس به.
2021-12-15 13:43:11