حكم الحلف كاذباً لإصلاح ذات البين
السؤال :
السؤال: لقد تدخلت في حل مشكلة، وقد اضطررت أن أحلف بالله كذباً من أجل حل المشكلة، وفعلاً احتلت بفضل الله، وأحيطك علماً أنني لو اعترفت ولم أحلف كانت سوف تتعقد المشكلة وتزداد سوءاً، ولكنني أشعر بخوف وقلق وذنب عظيم، فنأمل منكم أن توجهونا، وماذا يجب علي أن أعمله؟|
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
ذكر العلماء: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب.
ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحاً كان الكذب مباحاً، وإن كان واجباً كان الكذب واجباً، والأحوط في هذا كله أن يورِّي، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصوداً صحيحاً، ليس هو كاذباً بالنسبة إليه، وإن كان كاذباً في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذه الحال.
واستدل العلماء بجواز الكذب في هذه الحال بحديث أم كلثوم ل، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً» [متفق عليه]، زاد مسلم في رواية: «قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث، تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها» [راجع رياض الصالحين (ص:498-499) بتصرف يسير].
وبهذا تعلم أنك إن شاء الله مأجور على فعلك ذلك.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وأتباعه.
2021-08-15 07:46:48