حكم الطيرة والتشاؤم والتسخط على الأقدار
السؤال :
السؤال: ما حكم شخص كثير التشاؤم، ويعلل الأشياء التي تحدث وتقع أنها بسببه، يقول عن نفسه: إنه دائماً شارد الذهن، ويكرر كلمة: لماذا يا رب؟!|والآن يريد أن يسكن مع طلاب يدرسون في نفس كليته ويتكلف في ذلك، مع أن مجموعة من أبناء قريته يسكنون مع بعض، ولكن يخشى إن سكن مع أبناء قريته أن يتكاسل ولا يجتهد وربما يحدث نفسه بأنهم أذكى منه، ويقضي يومه في التفكير، والآن هو واقع في حيرة، فهل يتوكل على الله ويسكن مع أبناء قريته ويبذل جهده، أم يذهب يبحث عن زملاء له؟ مع العلم أنه لم يجد مجموعة يسكن معها الآن، فأرجو توضيح ماذا يعني الرضا بما قسم الله، وكيف يتحقق الرضا؟ وهل سعي الإنسان لتحقيق ما يكون في نفسه وما حوله وقد وضع نفسه في أشياء غير واضحة بما فيه أحياناً السخط والتذمر وعدم الرضا -وكلها أحياناً نابعة من الخوف-؟|أفتونا مأجورين، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.|
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
الطيرة والتشاؤم محرم وشرك كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الطيرة شرك»، ولا يجوز لمسلم أن يعترض على قدر الله، فإن هذا قادح في الإيمان، فإن من الإيمان الرضا والتسليم بما قضى الله وقدر، وأن يعلم المرء أن كل شيء بقدر، وما قدره الله على الإنسان فهو بأمر الله، والله عز وجل هو المالك لكل شيء المتصرف فيه، وإنما نحن جميعاً عبيد مربوبون، فلا اعتراض على الأقدار المؤلمة.
ثم إن ما يقع للإنسان من بلاء ومصيبة فيها خير من وجه آخر إذا احتسب كتب له أجر الصابرين، وقد قال جل وعلا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10] والمتسخط يفوته الأجر المترتب على الصبر مع عظيم الوزر في اعتقاده السيئ.
هدى الله الجميع للصواب.
2021-08-15 07:47:09