حكم الهجر الذي يقصد به حل النزاع
السؤال :
السؤال: أحيطكم علماً أنني أعيش في منطقة تكثر فيها قضية الحكم بالهجر، والهجر عندنا يحكم به لرد اعتبار أو لإسكات فتنة أو مشكلة، وبعض من هذا الهجر يذبح وبعضه يرد ولا يذبح، والذي نود من سماحتكم أن توضحوا لنا هذا الحكم.|وجزاكم الله خيراً.|
الإجابة
الجواب وبالله التوفيق:
الذي يظهر من الشرع المطهر أن هذه العقائد لا تجوز لوجوه، منها:
أولاً: أن هذا من سنة الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عقر في الإسلام».
ثانياً: أن هذا العمل يقصد منه تعظيم صاحب الحق، والتقرب إليه بالذبح، وهذا من جنس ما يفعله المشركون من الذبح لغير الله، كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162-163].
والنسك هوا لذبح، قرنه الله بالصلاة لعظم شأنه، فدل ذلك على أن الذبح يجب أن يكون لله وحده، كما أن الصلاة لله وحده، وقال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «لعن الله من ذبح لغير الله».
ثالثاً: أن هذا العمل من حكم الجاهلية، وقد قال الله سبحانه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] وفيه مشابهة لأعمال الأموات والأشجار والأحجار كما تقدم.
فالواجب تركه، وفيما شرع الله من الأحكام ووجوه الإصلاح ما يغني ويكفي عن هذا الحكم.. والله ولي التوفيق.
2021-08-15 07:47:08