حكم من أكل بصلا وذهب إلى المسجد
السؤال :
ما حكم من أكل بصلاً وذهب إلى المسجد؟
الإجابة
النبي صلى الله عليه وسلم يقول :"من أكل بصلًا أو ثومًا فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"، فهذا الحديث الصحيح أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يحضر المسجد لشهود الصلاة أن لا يقرب الثوم والبصل والكراث ونحوها من ذوي الرائحة المؤذية للمصلين، ؛وذلك لأن الملائكة أيضاً تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وهم يشهدون الصلاة فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم على من أراد أن يأكل هذه الأطعمة والروائح المنتنة أن يبتعد عن أكلها قرب أوقات الصلوات، وفي ذلك إشارة أيها الإخوة إلى أن الإنسان إذا أراد أن يصلي أو يذهب إلى المسجد أن يكون في أحسن حال و أكمله، ولذلك يُسن له الطيب، ويسن له أن يتطهر و أن يكون حسنًا في ثيابه، وفي رائحته، وكذلك في فمه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى السواك وهو تطييب من الروائح الكريهة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" وفي رواية عند كل وضوء، وذلك لتعظيم أمر الصلاة و خطرها، ومنه تعلم أن ما كان أشدّ رائحة منه و أقبح كالدخان؛ فهو أولى بالمنع كذلك، وليس معنى ذلك أنه من ابتلى بذلك ألا يشهد الصلاة، ولكن ينبغي له أن يتطهر في ثوبه وفي فمه، و أن يبتعد عما يغضب الرب أو ما يؤذي المصلين ويؤذي الملائكة، وما حكم من فعل ذلك ذهب أهل العلم إلى أن حكمها هو الكراهة أي بمعنى أنه يُكره له؛ أي للمرء أن يأكل الثوم والبصل وليس المراد به التحريم، ولكن لا شك أن الإنسان ينبغي له أن يلتزم بما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه.
2021-12-15 13:43:14