ختم القرآن وهدي أجره لأحد الأموات
السؤال :
هل يجوز أن أختم القرآن وأهدي أجره لأحد الأموات؟
الإجابة
لا خلاف أن الصدقة يصل ثوابها إلى الميت، أما إهداء ثواب قراءة القرآن إلى الميت ففيه خلاف، قال النووي أن المشهور في مذهب الشافعية أن قراءة القرآن لا يصله ثوابها، وحكى وجها أن ثواب القراءة يصل إلى الميت كمذهب الائمة الثلاثة، واختاره جماعة من الشافعية منهم ابن الصلاح والمحب الطبري، وقال ابن الصلاح، وينبغي أن يقول: اللهم أوصل ثواب ما قرأنا لفلان فيجعله دعاء، وقال ابن عبد السلام في بعض فتاويه: لا يجوز أن يجعل ثواب القراءة للميت؛ لأنه تصرف في الثواب من غير إذن الشارع؛ وقال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ، ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ومن اتبعه، أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى، لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء، فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما)؛ والذي يترجح في المسألة جواز إهداء ثواب القراءة للميت ويجعله دعاء كما قال ابن الصلاح فإنه لا خلاف في الدعاء للميت.
2022-03-30 13:18:12