دخول ابن الزنا الجنة
السؤال :
نسمع أن ولد الزنا لا يدخل الجنة , فهل هذا صحيح ؟ وما ذنبه هو ؟
الإجابة
صح عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه قال: ” لا يدخل الجنة ولد الزنا ” وفي رواية: ” أو ولد زنية ” وللعلماء في معنى هذا الحديث أقوال: فمنهم من يراه كذلك إذا عمل بعمل والديه , وليس هذا بقوي ؛ لأن من عمل بعمل الزناة فهو مُعَرَّض للخطر وإن لم يكن ولد زنا , ومنهم من يرى أن ولد الزنا هو الملازم للزنا , فيكون الزنا من شأنه , كما يقال: ابن السبيل للملازم للسفر , وفيه نظر أيضًا , ومنهم من قال: هو نطفة خبيثة
, والجنة لا يدخلها إلا الطيب , وكأنَّ من وُلِد من هذه الفاحشة فلا يُوفّق للعمل الصالح الذي به يدخل الجنة , وهذا على سبيل الأكثر , لأن الغالب أن الأبناء يتبعون طريق الآباء , وهذا الذي نصره الإمام ابن القيم – رحمه الله – في ” المنار” وهو الموافق للأصول؛ فإن الله عز وجل لا يعذب نفساً صالحة تقية بفساد أبويها , على أن قول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: ” لا يدخل الجنة ..” لا يلزم منه الخلود في النار , فقد يكون معناه: لا يدخل الجنة أول الداخلين , أو دخول الفائزين الناجين من دخول النار أصلاً ، السالمين من كرب العرصات يوم القيامة ، أو يكون معناه عدم الدخول؛ ولكن في حق المستحل ، لا مجرد من ارتكب كبيرة , كما هو معلوم من كلام أهل السنة في مثل هذه العبارة . والله أعلم .
2021-09-12 13:03:19