دراسة مناهج العقيدة
السؤال :
دراسة مناهج العقيدة أصبح الشائع هو الإغراق في مسائل فلسفية وكلامية، وكذلك الوقوف على محاكمة فرق قد انتهت يعني مثل المرجئة مثل المعتزلة مثلاً، و لم تعد موجودة اليوم ما رأي فضيلتكم في ذلك؟
الإجابة
و كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أمته، كيف كان الصحابة يعلمون تلاميذهم وأصحابهم؟ كيف كان الأئمة يعلمون أصحابهم؟ هذا الذي ينبغي أن يسير عليه الناس، وبالفعل لن تصلح هذه الأمة آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، لكن معلوم أنه بعد القرن الأول أو بعد جيل الصحابة، وجيل كبار التابعين بدأت تحدث في الأمة أحداث، وبدأت تنتشر فيهم مقولات مبتدعة مخالفة لما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم من السلف الصالح، وعندما انتشرت هذه المقولات، احتاج المعلمون العلماء المربون أن يردوا عليها، فكانوا يردون كتابة وتأليفًا، أو تدريسًا وتعليمًا، فلا إفراط، ولا تفريط لا ينبغي أن نعبد تدريسنا للعقيدة بالمصطلحات الكلامية، والفلسفية، و نُشبك، ونشعب العبارات حتى تثقل على المتعلم وتشغله عن الأصول التي يجب أن يفهمها، هذه واحدة ينبغي أن نكون مستحضرين لها.
ثانياً: ينبغي أن لا نقفل ما رأيناه شائعاً من المخالفات يعني عند عامة الناس، أو صغار الطلاب، أو في المجامع العامة، ينبغي أن ندرس العقيدة ونلقنها بالشكل المبسط الذي يغرس القيمة الحقيقية، و الأصول القيمة دون أن نتوسع ونشعب ونشتت أذهانهم، وفي نفس الوقت إذا ظهر فكر آخر، إذا انتشرت مقولة أو بدعة، أو منهج يخالف المنهج الصحيح وما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ينبغي أن يُنبه عليه، ولا يجوز أن نسكت وهو ينتشر في أوساطنا حتى ويعلق بأذهان عامة الناس، وطلاب العلم والصغار من جيل المسلمين، بل يجب أن نرد عليه، ونحذر منه بالشكل الذي يؤدي الغرض دون تطويل، و دون تشعب في الموضوع، أما المتخصصون مثلاً عندنا تخصص الأديان والمذاهب والفِرق، فهنا يجب لمن هذا تخصصه أن يعرف عن كل هذه الفرق التي انتسبت إلى الإسلام ما كان منها مستقيماً، وما كان منها منحرفاً، وما كان أقرب إلى الحق، وما كان أبعد عن الحق، وما هو وجه انحرافها، وما طبيعة بدعتها التي ابتدعتها ويبقى عندنا حفاظ على السُنة، حينما يأتي انحراف معين يكون عندنا معرفة لأصول هذا الانحراف وردّ كل شيء إلى جذوره و أصوله.
2021-11-15 07:31:41