اغتياب الآخر ثم التوبة مع عدم القدرة على المسامحة
السؤال :
هذا سائل آخر يتكلم عن أحكام الغيبة وإذا اغتاب شخص ولا يستطيع أن يطلب منه المسامحة وتاب عن ذلك هل يغفر الله له أم أن الله لا يغفر في حق العباد كما يقول؟|ــــــــــ|هل يدخل أيضاً في ذلك يحدث هذه الأيام في وسائل التواصل الجديدة كالواتساب والفيس بوك غيرها من وسائل التواصل من يكتب من منشورات وتعليقات وغيرها تأخذ هذه الأحكام؟|
الإجابة
بالفعل موضوع الغيبة هذه موضوع جداً مهم وهو حقوق و الحساب عليه لمن لم يتداركه الله عز وجل بالتوبة عسير عملة صعبة جداً اليوم إذا كان عملتنا وعملة صعبة دولار واليورو وما أشبه ذلك ومن عنده من هذه العملات يعتبر غني ومن سحبت منه هذه العملات أصبح في إطار الفقر، فإن العملة الصعبة التي يعامل بها الناس يوم القيامة الحسنات والسيئات كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أخبره قال أتدرون من هو المفلس؟ قال لا يا رسول الله قال هو الذي له صيام يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة وأعمال ثم يأتي وقد ظلم هذا وأكل مال هذا، اغتاب هذا أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيؤخذ بهذا من حسناته ويؤخذ بهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرح على سيئاته فدخل النار أو وضع في النار، كما قال صلى الله عليه وسلم إذاً الأمر خطير والمسألة مقاسة بالحسنات التي هي مثقال الذرة الآن الذهب بالجرام، لكن هذه مثقال الذرة كم وزن الذرة تحسب وتؤخذ ويقص بها، فلذلك ينبغي للمسلم أولاً أن يحفظ نفسه عن الغيبة ابتداء وهذا هو بالفعل الوضع الصحيح للمسلم أن يكون حافظاً للغيب يحفظ غيب الآخرين ثم لا يسلم غالباً الناس، لا يكادون يسلمون في ذات موضوع الغيبة فسيتداركها بسرعة التوبة والتحلل من أصحاب الأعراض الذين انتهكوها ولكنه يحتاج إلى شجاعة ويحتاج إلى قوة أن الإنسان يأتي ويعتذر لمن اغتابهم، لكن أحياناً قد يترتب على الاعتذار مشاكل يعني إنسان صداقة وود وكذا بيننا وبينه فلو قلت له إني اغتبتك يوم من الأيام وقلت عنك أنك كذا وكذا، يكدر الخاطر نزيل هذه العلاقة الطيبة فمن هنا إذا وجد ما يمنع من أن نصارح ونتحلل مباشرة ممن اغتبناهم فندعوا لهم فمن التوبة أن تدعو لمن اغتبته حتى تشعر أنك قد أوفيته حقه فإذا أنت صدقت مع الله وأكثرت من الدعاء لمن اغتبته بإذن الله لو بقي شيء الله عز وجل يلهمه العفو عنك يوم القيامة.
ــــــــــ
طبعاً يسأل الإنسان عن كل ما صدر منه إزاء إخوانه من أذى الإمام النووي ذكر أن من الغيبة أحياناً الغمزة في العين يعني مثلاً كنا جالسين ومعنا رجل لو نتحدث لم نؤذه ولم نتعرض له بسوء ربما هذا الرجل يقدح عليه في بعض الأمور تكلم بأشياء يمكن فيها نوع من الدعوة التي يدعيها وهي ليست له فلما يغمز أحد الجالسين، فعدها الإمام النووي من الغيبة هذا معناه حق الرجل والذين يرون هذه الحركة يفهمون أننا نتنقص هذا الرجل فكيف بالكتابة الصريحة التي يقرأها المئات والألوف أحياناً لا شك أن الغيبة أعظم أنا لما أرتاب عند شخص عند شخصين في مجلس في عشرة غيبة كبيرة، لكن إذا وصلت الغيبة ووصل ذمي لك بحق أو بباطل إلى مليون من الناس كيف يكون ثقاله عليك هذا أعظم من الغيبة المعتادة إذاً يجب على المسلم أن يتحرى في ذلك.
2021-11-09 07:13:03