صلاة الفرقان
السؤال :
س:أفتونا عن حكم صلاة الفرقان التي تؤدى بعد صلاة المغرب هل هي مشروعة أم أنها غير مشروعة ؟ |
الإجابة
ج:اعلم أن هذه الصلاة التي تصلى ما بين المغرب والعشاء هي ركعتان يقرأ في أحدهما (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً) إلى آخر سورة الفرقان وفي الركعة الثانية من أول سورة المؤمنون إلى (تبارك الله أحسن الخالقين )… إلخ ما جاء في صفة هذه الصلاة وقد ذكرها المؤيد بالله في "أماليه" بسند مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بطريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتبعه من جاء بعده ممّن ألّف في الفقه من علماء المذهب الهادوي وجعلوها من جملة الصلوات المسنونة وسموها (صلاة الفرقان) وذكرها بعض مؤلفي التصوف والزهد وفضائل الأعمال ولا أصل لها في كتب السنة وإنما أخرج أحاديثها الدارقطني وممن ذكر هذه الصلاة في الأحاديث الموضوعة ابن الجوزي في كتابه (الموضوعات الكبرى) وتبعه الشوكاني في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" وممن ألف في الموضوعات ابن طاهر الكناني في "الآثار الموضوعة" بالرغم من كونه قد ذكر في كتابه عدة صلوات ذكر العلماء بأنهن موضوعة عند علماء السنة وإنما عدها علماء الحديث من الموضوعات لكون أحد رواتها من الرواة الوضّاعين الذين لا يحتج بما رووا هذا وهو ( معين بن سالم ) وذكر هذا الشوكاني والسيوطي وغيرهم وصرح بهذا من علماء اليمن المتأخرين المقبلي في كتابه (المنار حاشية البحر الزخار) الذي صرح فيه أن هذه الصلاة غير موجودة إلا عند علماء الزيدية وكذلك الشوكاني في "السيل الجرار" والأمير وذكر يحيى شاكر في تخريج الإرشاد للسيوطي أنه حديث موضوع وسببه آفته (معين بن سالم) وليست واجبة إجماعاً وإنما سنة عند الهادوية وعلى هذا الأساس فمن يصلي هذه الصلاة بعد صلاة المغرب فإنه يتابع الإمام المؤيد بالله وغيره من علماء المذهب الهادوي ومن ينفي صفة هذه الصلاة على الصفة المذكورة آنفاً فهو متابع لأهل السنة الذين قالوا بعدم مشروعيتها لأن الحديث الوارد فيها موضوع عند جميع علماء السنة النبوية المطهرة لأن في سنده هذا الراوي الوضَّاع .
2021-08-11 08:16:52