صيام الستة من شوال
السؤال :
صيام الستة من شوال.
الإجابة
من فضل الله على هذه الأمة ومن لطفه بها ورحمته بها أن جعل لها في عباداتها الكبرى، وفرائضها العظيمة أن ألحق كل فريضة بنافلة من أجل أن تُوفى هذه الفريضة ومن أجل أن يجبر ما يمكن أن يكون فيه نقص منها، فالإنسان لا يسلم في عباداته، في صلاته، في زكاته، في حجه، في صومه من أن يحصل منه بعض ما يفقده بعض أجر وثواب هذه العبادة ؛ فيتمم هذا بالنوافل التي شرعها الله سبحانه وتعالى للمسلمين بعد أداء هذه الفرائض ومن هذا التتميم من هذه النوافل التي شرعها الله تتميمًا وتكميلاً لشهر رمضان شهر الصيام أن شرع لهم صيام ست من شوال ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان واتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر) أي صام السنة كاملة وذلك أن الحسنة بعشر أمثالها و رمضان ثلاثون يومًا سواء وقع في الواقع ثلاثين أو وقع تسعًا وعشرين، فشهر صوم لا ينقص يعني يكون أجره وحكم ما عند الله ثلاثين يومًا سواء صام الناس من ثلاثين أو صاموا تسعًا وعشرين ، فثلاثين يوم بثلاث مئة حسنة بعشر أمثالها، وأتبعها بست أيضاً من الحسنة بعشر أمثالها ستين، فيصير عدد الأيام كأنما صام ثلاث مئة وستين يوم، لذا ففضل هذه الأيام عظيم ، ومن فضل الله أنها لم يربطها الله عز وجل بشيء يشق على الناس ، فهي ليست من الضرورة أن تكون مباشرة بعد العيد، وليس بالضرورة أن تكون متتابعة فيقدر الإنسان أن يصومها في الوقت الذي يناسبه، ما دام أنه في شهر شوال لا يخرج عن شهر شوال ؛ لأن القيد واضح ، ثم أتبعها ستًا من شوال أبشر أن التتابع ليس بلازم، و أيضاً ربطها برمضان مباشرة، كما هو حال كثير من الناس يرون أنه إذا أفطر يوم العيد من اليوم الثاني أصبح صائم ، هو من ناحية الحزم جيد ؛ لأن الإنسان عندما يؤخر تعرض له العوارض، وتأتيه الشواغل، وتشغله عن أن يكمل هذه الست ، لكن أعتقد أن هذا هو الأفضل وهذا هو أمر شرعي بأن يكون مباشرة ،ولم يلزمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بتقديم ولا بتأخير ولا بمواصلة ولا بتفريط فهذا يرجع إلى وضع الإنسان، وحال الإنسان وظرفه إن شاء عجل مباشرة كشأن بعض الذين عندهم إجازات بعد العيد ، بينما إذا دخل العمل لا يستطيع أن يصوم، فهذا لا شك من الأفضل له أن يستغل الوقت الذي فيه إمكان الصيام يعني يلاحقه ، بينما في العيد هو مشغول بالزيارات، مشغول بصلة الأرحام مشغول بلقاءات الإخوة يفرحون إذا أكل مما قدم إليهم، مما قدم إليه منهم، إذا كونه يؤخر من أجل أن تتم الفرحة بالعيد، وبأيام العيد التي اعتاد الناس أن يضيفوها، و إلّا فالعيد هو يوم الفطر، ويوم واحد عيد رسمي شرعي، لكن الأيام التي تلحق به من أجل أن يتوسع الناس في صلة الأرحام في زيارة الأقارب، في إدخال السرور على النفس على الأسر والعوائل ، فهذا يعني لو أن الإنسان ترك يومين ثلاثة أيام ؛ لإكمال هذه الأعمال التي تعود الناس عليها مما فيها السرور والبهجة واستكمال فرحة العيد فلا حرج في ذلك بل ربما يكون خيراً له حتى يجمع بين الحُسنَيين من صيام الست ومن إدخال السرور على نفسه، و أهله و أقاربه، و أرحامه.
2021-11-15 07:31:41