فضل صلاة التراويح
السؤال :
شعيرة من الشعائر الظاهرة في ليالي رمضان وهي ما تمنح ليالي رمضان رونقًا خاصًا تلك الروحانية العالية، و الناس بين يدي ربهم يتلون أي الكتاب، طامعين في رحمة الله ومغفرته شيخ أحمد التراويح ما فضل هذه الشعيرة العظيمة؟|ــــــــــ |إذاً الفرائض هي في المرتبة الأولى؟|ــــــــــ |يا شيخ هنا أدخل عليك في سؤال وهو أنه أحياناً تصبح العبادات روتين؛ بسبب أننا لا نستشعر ربما بعض الناس يخشع ويذل ويؤدي النافلة أفضل من فيه العبادة، لكن هنا أنت تقول أنه الأفضلية المطلقة للعبادة ثم تأتي بعد ذلك النافلة.|ــــــــــ |و أحب إلى الله أن تحج قبل أن تعتمر؟|ــــــــــ |وهنا نعود إلى التراويح كيف بدأت التراويح؟|ــــــــــ |إذاً لم يخرج في اليوم الرابع رحمة بالأمة، وليس لأنها ليست سُنة؟|ــــــــــ |وهنا نقطة أن مسألة تعدد الجماعة في النافلة تجوز بينما في الفرائض لا تجوز؟|ــــــــــ |إذا كان في جماعة في زمن أبي بكر، وليس كما يقال أنه جاء فرادى؟|ــــــــــ | لأن الصلاة من أساسها موجودة والجماعة| أساسًا موجودة في زمن النبي ثلاثة أيام، ثم في زمن أبي بكر أوزاعًا يعني كل جماعة لوحدها، المشكلة أن من يقف ضد صلاة التراويح اليوم ليته أنه يصلي لوحده مثلاً يقول عمر هو الذي جمع الناس فأنا لا أؤمن بالجماعة سأصلي لوحدي لا يصلون يعودون إلى البيوت بعد صلاة العشاء؟|ــــــــــ |لا علاقة له بالفقه
الإجابة
فالتراويح أو التهجد أو قيام الليل هي مسميات لمسمى واحد وهو صلاة النافلة في الليل وهذه الصلاة مرغوب فيها وفاضلة في رمضان وفي غيره في كل السنة، وهي من صفات عباد الله الصالحين { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيٰمًا }
[ سورة الفرقان : 64 ]، { تَتَجَافٰى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنٰهُمْ يُنفِقُونَ } [ سورة السجدة : 16 ] ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليله أن ربك يعلم أنك تبوه من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك، فهذه هي شعار المؤمنين قيام الليل شعار المؤمنين، ومنهج الأنبياء والرسل والصالحين فيزيد هذا الفضل، أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل، فأفضل الصلاة بعد المكتوبة هو قيام الليل وبالتالي فالفضل هنا يكون عظيماً لأنه معلوم أن أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه ما افترضه الله سبحانه وتعالى عليه، كما جاء في الحديث القدسي( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَ مما افترضته عليه).
ـــــــــــــــــــ
وهذه نقطة مهمة يجب أن يتنبه لها المسلمون والمحبون للقرب من الله سبحانه وتعالى، فإنه لم يتقرب متقرب إلى الله بأفضل مما افترضه الله عليه.
ـــــــــــــــــــ
نعم لا شك الأفضلية المطلقة للفرائض كلها عبادة، ولكن منها ما هو فرض وما هو نافلة. فالفضل هو للفرائض والحديث الصحيح في البخاري وصريح أيضاً حين يقول الله عز وجل (ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) سواء مما افترضه عليه في الصلاة، مما افترضه في الصوم، مما افترضه عليه في الزكاة في الحج، ولهذا ينبغي أن نعتني بهذه الأمور، يعني بعض الناس تجده قد اعتمر أربع مرات، ثلاث مرات، خمس مرات وهو لم يحج بعد خلل كبير فهذا المال الذي تنفقه في عمرة وراء عمرة لو جمعته لكان كافيًا لئن تحج وتؤدي الفرض الذي عليك.
ـــــــــــــــــــ
قبل أن تعتمر أو مع العمرة دخلت العمرة في الحج فمع العمرة لا توجد مشكلة، لكن المهم أنه يعتمر ويعتمر وهو لم يؤدي فريضة الحج هذا خطأ، كذلك في الصدقة بعض الناس يعطي للأقارب ويعطي للأرحام ويعطي للسائلين وربما في بعض المشاريع، و لكنه في الزكاة المفروضة مقصراً و غير مُبالي بمعنى أنه يخرج لكنه لا ينوي النية الصادقة الجازمة و لا يحدد التحديد الدقيق الذي يجب عليه، وهكذا فالواجب أن نهتم الاهتمام الكبير بأداء الفرائض التي فرضها الله علينا، ومن ذلك الصلاة لا ينبغي أن نهتم بأن نؤدي كذا ونحن مقصرين تضيع علينا جماعة الفجر، بل قد تضيع علينا الفجر كلها حينما نخرجها عن وقتها وغير ذلك من أنواع التقصير الذي يحصل من كثير من المسلمين، فالواجب أن نعتني بالفرائض، الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُخبر أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل أو قيام الليل.
ـــــــــــــــــــ
نعم هذا بشكل عام يزيد هذا الأمر وضوحاً وفضلاً في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) فربط قيام الليل المحتسب وقيام ليلة قدر المحتسب بغفران الذنوب، فإذا بفضل عظيم كان صلى الله عليه وسلم يقوم رمضان وكان أصحابه يقومون، إنما لم يكن الأمر جماعة كما هو معروف الآن إلا في ليالي معدودة قد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبرز للناس فاحتجر حجرة يعني وضع حصيرًا أمام بابه ووقف يصلي فيه يراه الناس من المسجد فرأوه يصلي فجاؤوا وأتموا به ومكث بهم ما شاء الله من الليل، ثم جاء من الليلة الثانية فكثر الناس، ثم جاء من الليلة الثالثة فكاد المسجد أن يعجز بأهله فإذا الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح منفرداً وأصحابه صلوها منفردين، ثم أنه جمعهم وتدرج بهم هذا التدرج أو الليلة القليل يعني شيء من الليل، ثم بعد ذلك أطول، ثم بعد ذلك أطول وفي كل ليلة يزداد العدد فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرض عليهم قيام الليل إذا فرض ليس كل الناس يستطيعون أن يقوموا به فمن شفقته ورحمته بأمته توقف عن الخروج إليهم في اليوم الرابع مع أنهم حضروا وقد امتلئ المسجد بهم جعلوا ينتظرون خروجه وربما أصدروا بعض التنبيهات ليخرج فلم يخرج لهم، فلما جاء الصباح خرج وقال أيها الناس لم يخفى علي مكانكم، ولكني خشيت أن تُفرض عليكم.
ـــــــــــــــــــ
بل هكذا فهم الصحابة رضوان الله عليهم من صلاته هذه الليالي أن المطلوب أن يصلي الناس جماعة، وهكذا زمن أبي بكر رضي الله عنه كانوا يصلون أوزاعًا متفرقين يعني عدد من الجماعات ثلاثة أربعة خمسة عشرة يصلون في جانب من جوانب المسجد، وتأتي مجموعة أخرى وتصلي في جانب من جوانب المسجد، فالجماعة أصلاً موجودة حتى في زمن أبي بكر إلا أنها كانت جماعات وليست جماعة واحدة و صدرًا من خلافة عمر وهي كذلك.
ـــــــــــــــــــ
نعم لا يجوز.
ـــــــــــــــــــ
وجاء أوزع كما ذكر الراوي الذي نقل لنا هذا الخبر كانوا يصلون أوزاعاً متفرقين إذاً فصلوا كذلك، فلا صدر في خلافة عمر وهو كذلك، ثم أن عمر خرج ليلة من الليالي وجاء إلى المسجد ورأى الناس بهذه الصورة فجمعهم على جماعتين أيضاً، جماعة للرجال و جماعة للنساء فكان يصلي أبي بن كعب بالرجال، وكان يصلي أبو موسى الأشعريّ بالنساء، إذاً فصلاة الجماعة سُنة وليست ببدعة وكون النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن شرعها واستمر فيها إنما تركها خشية أن تُفرض على الأمة، فالقول بأن صلاة التراويح جماعة بدعة هذا كلام غير دقيق وغير منطقي غير صحيح.
ـــــــــــــــــــ
هي المشكلة مشكلة التعصب مشكلة الغلو في قول من قال من كبارهم بأن هذا هو السُنة وهذا هو الحق، فلا ينظرون إلا أن كلامه هذا وحي منزل هذا جانب، ثم أقول ويسمعني من في اليمن من في صنعاء، من في صعدة، من في حضرموت، من في كل جانب من الجوانب أن الشيعة توظف عباداتها توظيف سياسيًا بشكل عام أصلاً في كثير من الأمور لو نظرت إلى هيئة الصلاة لرأيت بل وهو واقع أن الإرسال شعار.
ـــــــــــــــــــ
بالضبط ترك التراويح شعار إقامة العزاء و(التطبير) شعار فهم يوظفون العبادات الزكاة يعني وضعوا فيها ما يجعلها أمر سياسي بحت بعيد عن التقرب إلى الله عز وجل ، الدين هو لله ونحن مأمورون بأن نتقرب إلى الله، و أن نجعل من هذه العبادات شفاء لصدورنا وعلاجاً لقلوبنا وتزكية لنفوسنا ذاك هو المغزى والمقصد، وليس بأن نُكّفر مصلحة دنيوية لحاكم أو لمحكوم.
2021-11-16 10:35:46