فضل قراءة القرآن في رمضان
السؤال :
ما هو فضل قراءة القرآن في رمضان؟
الإجابة
القرآن الكريم القرآن الله عز وجل انزله في هذا الشهر فله ارتباط قوي وثيق به قال الله عز وجل " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبينات مِّنَ الهدى وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ "[ سورة البقرة : من آية 185 ] فهذا الشهر شهر عظيم مبارك أنزل الله عز وجل فيه أفضل كتبه على محمد صلى الله عليه وسلم " إِنَّا أنزلناه في لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وما أَدْراك مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) "[ سورة القدر : 1 إلى 3 ]ولذلك أيها الإخوة علينا أن نهتم بكتاب الله جل وعلا تلاوة وتدبراً وفهمًا، وعلينا أن نستعرض أيضاً اهمية القرآن و قرأته، و أن نستحضر الأجر المرتب عليه فإن تلاوة كتاب الله جل وعلا من أجل العبادات وأفضلها عند الله عز وجل؛ فهو كلام الله عز وجل واحب ذكر الى الله عز وجل ورتب الله عز وجل عليه من الأجور ما لم يرتب على غيره، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :"من قرأ حرفًا من كتاب الله كان له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر امثالها" لا أقول ألف لام ميم حرفًا، و لكن أقول ألف حرف، و لام حرف، و ميم حرف والقرآن أيها الإخوة من فضائله أنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، فيوم القيامة يأتي شفيعاً، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً"، وثبت في الحديث الآخر أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام منعته الطعام والشهوات، ويقول القرآن منعته النوم فيشفعان فيه أي يشفعان في صاحبهما، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اقرأ القرآن ورتل كما يقال لصاحب القرآن اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن آخر منزلتك عند آخر آية تقرئها، و آية القرآن أكثر من ستة الأف آية فما أعظمها من أجور عظيمة، فإذا كانت القراءة حرف بحسنة إلى عشر حسنات، وحروف القرآن تتجاوز الثلاث مئة ألف حرف، فكم يحصل تالي القرآن من أجور عظيمة إذا احتسب عند الله عز وجل أجر ذلك، على الإنسان أيها الإخوة أن يعرف فضائل القرآن واهميته، وما ينبغي أن كيفية قراءته فإن المقصد الأعظم إذا قرأ الإنسان القرآن بتدبر وتأمل " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أقفالها "[ سورة محمد : 24 ] فإنه ينبغي للإنسان أن يقرأ القرآن قراءة تأمل وتدبر وتفكر، يتأمل معانيه ويتفاهم مقاصده، فكلما عرف المعنى وعرف المقصد الذي اشتملت عليه آيات القرآن وعمل بما جاء فيه كان حقًا من أهل القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إن لله أهلين أي من الناس وإن أهل القرآن هم أهل الله و خاصته، فينبغي للإنسان أن يحرص على فهم كتاب الله جل وعلا وعلى تدبره، وعلى فهم معانيه، ولذلك أيضاً مما نذكر به أنفسنا أنه ينبغي للإنسان أن يتأدب بآداب القرآن، كما وأننا ذكرنا في البداية أن القرآن ينبغي الإنسان يقرأه في سائر الأحوال يقرأه في رمضان، أو في غيره، ولكن قراءته في رمضان قراءة خاصة أكثر لماذا؟ لأن هذا الشهر و أيضاً شهر قرآن، ولأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدارسه جبريل القرآن كل ليلة، ولما كان السنة التي قبض فيها عارضه القرآن مرتين فإذاً هذا القرآن له اختصاص بشهر رمضان، فينبغي الإنسان أن يحرص على ختمه ولو مرة واحدة ولو ختمه مرات، فهو أفضل وأكمل، و قد كان السلف رضوان الله تعالى عليهم يحرصون على ختمه مرات كثيرة ويقرؤونه أناء الليل و أناء النهار وحسب تاليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن، فهو يتلوه أناء الليل، و أناء النهار، ورجل أتاه الله مالًا سلطه الله على هلكته"، فإذاً معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد أي لا يحسد بمعنى لا يغبط يتمنى ما عنده لعظيم فضله ولعظيم قدره ولمنزلته عند الله عز وجل فإن صاحب القرآن بأعلى المنازل، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح خيركم من تعلم القرآن وعلمه،
إذاً نحن نحرص بارك الله فيكم على التأدب بآداب القرآن حتى يشملنا هذا الفضل وهذا القدر، وهذا الأجر المرتب على تلاوته، من ذلك ينبغي الإنسان بارك الله فيكم أن يحرص على تلاوة القرآن بإخلاص فإن أي عمل لا إخلاص فيه لا ثمرة فيه، ولا نتيجة له ولا شك أن التلاوة من العبادات العظيمة التي شرعها الله عز وجل لعباده " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ "[ سورة الزمر : من آية 2 ] وقال صلى الله عليه وسلم:" إنما الأعمال بالنيات" وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن حسبة أي يحتسب الإنسان الأجر عند الله عز وجل لينال الأجر العظيم، ولذلك ينبغي الإنسان إذا تلا كتاب الله عز وجل أن يستحضر المعنى هذا أي يريد بذلك وجه الله عز وجل والدار الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن و ارجو به الدار الآخرة، ولا تتعجلوه أي لا تتعجل ثوابه في الدنيا وكما قال صلى الله عليه وسلم.
2021-12-15 13:43:16