فتاوى

فضل يوم عرفة لا يعني يُماري فيه أحد من حيث الواقع وما يلمسه الإنسان في هذا اليوم العظيم ، وهو على شقّين للحاج ولمن هو في أهله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يُخبر عن يوم عرفة بأنهُ يوم فاضل ، من فضائله أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء يعني يُباهي الملائكة بهؤلاء الذين جاءوا شعثا غبرا ضاحين أي معرضين أنفسهم للمتاعب والمخاطر والشمس والحر والبرد ، فهذا واحد أن الله عز وجل يباهي بهم الملائكة ، أنهُ رُكن الحج الأعظم الحج عرفة أنهُ ما رؤي الشيطان أحدر ولا أدحر ولا أسوء حالاً معنى الحديث من يوم عرفة لما يرى من تنزل فضل الله سبحانه وتعالى على عباده ، أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الذكر يوم عرفة و أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده يعني أفضل الدعاء وهذه مناسبة يعني نرجوا أن يكون الحجاج قد اغتنموها ، الأمة بحاجة إلى دعائهم ، الأمة كل الأمة من شرقها إلى غربها من شمالها إلى جنوبها بأعرابها وأعاجمها بحكامها وشعوبها الكل في محن والكل في فتن وأرجو الله عز وجل أن يستجيب دعاء الحجاج فيهم ويلهم الحجاج أن يدعوا الله لأمتهم بالمخرج مما فيه ، بأن يبدلهم الله عز وجل مكان الذل عزة و مكان الضعف قوة و مكان الهوان علو و تمكين في هذه الأرض ، هذا جانب ، ففضائل يوم عرفة فضائل كبيرة بالنسبة لبعض فضائلها لمن حضرها في عرفة ، أما في غير عرفة فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة ، فمن وفّقهُ الله وصام وقبل الله صيامه فقد كفر الله به سنة ماضية وسنة مستقبلة حتى قال بعضهم أن في هذا بشارة لمن وفق لصيام عرفة أن يمتد عمره إلى السنة الآتية ؛ لأنه التكفير يقول لشيء سيحصل في السنة القادمة ، ففضائل شهر يوم عرفة عظيمة ولكن فضائلها لا تجعل المسلم يخترع لنفسه أو يُشرّع للناس عبادات ليست مشروعة وليست ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم ، فالذي مشروع بالنسبة لأهل الموقف معروف والذي لأهل الأمصار هو الصيام ، وطبعاً كون الإنسان يذكر الله كون الإنسان يدعو الله بمفرده دون أن يجعل لذلك إطار معين ولا هيئة معينة ولا شكل معين فهذا مطلوب ، لكن أن نجعل لها طقوس معينة أو مثلاً ذبائح معينة أو ولائم معينة ونجعلها وكأنها سنة هذا اليوم فهذا بدعة ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.