قتال البغاة
السؤال :
ما أدلة قتال البغاة وهل جهادهم فرض عين على كل قادر؟|ـــــــــــ| هل تقصد بأنه لو كانوا مخطئون لابد أن يُبين لهم؟|ــــــــــ|كثيراً من هؤلاء البغاة يتحدثون عن قضية أن هذا الحاكم يكفرهم كونه يقاتلهم هل يلزمهم من قتال الحاكم لهم تكفيرهم؟
الإجابة
من أدلة قتال البغاة قول الله تبارك وتعالى { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْداهُمَا عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِى حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
[ سورة الحجرات : 9 ] و أيضاً من أدلة قتالهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (من أتاكم و أمر جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح، و أيضاً الأمر بقتال الخوارج، فهذه كلها أدلة على أنه إذا خرج باغٍ على جماعة المسلمين المجتمعين أمامهم باغياً قبل القتال ليس القتال هو أول خيار، و إنما قبل القتال أن يُظهر في حال وطلب وشكوى هؤلاء البغاة، فأما أن يكونوا يطالبون بحق صحيح أنهم أخطأوا في الخروج من أجل هذه المطالبة، ولكن إذا كانت مطالبتهم بحق و لهم مطالب مشروعة فتحقق لهم المطالب و هم ليعودوا ويكونوا من ضمن جماعة المسلمين، و إن كانت مطالبهم ليست بحق، ليست مشروعة، و ليست منطقية فيفهمون أنهم مخطئون و يقنعون بخطئهم.
ــــــــــــ
طبعاً إذا كانوا مخطئين يبين لهم يقال لهم أنتم طلبتم كذا وكذا وهذا الذي طلبتموه غير صحيح، أحياناً يكون غير صحيح أصلاً يصح شرعًا و أحياناً يكون صحيح أصلاً لا يصح شرعًا، ولكن غير ممكن من حيث الإمكانية والوضع الذي يعيشه الناس وهكذا، فإن استجابوا أو استطعنا أن نصل معهم إلى حل وسط يعود من جهة يتنازلون عن بعض ما يطالبون به، و يحقق لهم بعض تلك المطالب ونحو ذلك، فهذا هو المطلوب ومن أجل حقن الدماء وإزالة الفتنة و إراحة الأمة من شر البغي والعدوان، أما إذا أصر ولم يستجيبوا ولم تكن مطالبهم عادلة، فعند ذلك يُشرع قتالهم لولي أمر المسلمين هو الذي يقوم بقتالهم، ويستعين بالجيش بالأمن بالجهات المعدة والمجهزة و المُهيئة لذلك، فإذا لم يكفوا واحتاجوا أن يعينهم أحد من الشعب فمن عيّنه الإمام فعليه أن يُبادر لتلبية دعوة الإمام وللحفاظ على مصلحة الأمة، أما ما جاء في السؤال من أنه هل هو فرض عين ليس فرض عين، و إنما بحسب الحاجة وبحسب التكليف من قيادة الأمة.
ــــــــــــــــ
لا يلزم قتال القتال قد يقاتل أقوامًا لأنهم ارتدوا عن الدين مثلاً وقد نقاتلهم وهم مسلمون ونحن نعترف بإسلامهم، ولكن لأنهم فعلوا ما يوجب القتال، دون تعرضه لقضية ردتهم أو عدم ردتهم يعني لا نخوض في هذا الموضوع أصلاً.
2021-11-15 07:31:42