ما مدى صحة أحاديث البطيخ
السؤال :
ما صحة هذه الأحاديث:|قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): عليكم بالبطيخ؛ فإن فيه عشر خصال: هو طعام، وشراب، وأشنان، وريحان، ويغسل المثانة، ويغسل البطن، ويكثر ماء الظهر‘ ويقطع البرودة، وينقي البشرة| وعنه (صلى الله عليه وسلم): تفكهوا بالبطيخ؛ فإنها فاكهة الجنة، وفيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كل داء. |قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ، إلا يكون مولودها حسن الوجه والخلق. |البطيخ قبل الطعام:|قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا، ويذهب بالداء أصلا. |أدب أكل البطيخ:|قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عض البطيخ ولا تقطعها قطعا؛ فإنها فاكهة مباركة طيبة، مطهرة الفم، مقدسة القلب، تبيض الأسنان، وترضي الرحمن، ريحها من العنبر، وماؤها من الكوثر، ولحمها من الفردوس، ولذتها من الجنة. |خواص البطيخ: يذيب الحصى في المثانة
الإجابة
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في البطيخ إلا حديث واحد وهو ماروته أم المؤمنين الطاهرة العفيفة الصديقة بنت الصديق عَائِشَةَ رضي الله عنها: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ البِطِّيخَ بِالرُّطَبِ) رواه الترمذي (رقم/1843) وقال : حسن غريب‘ وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
قال الإمام أحمد رحمه الله :
” لا يصح في فضل البطيخ شيء إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكله ” انتهى نقلا عن ” المنار المنيف ” لابن القيم (ص/130) .
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله:
” في البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد ” انتهى من ” زاد المعاد ” (4/263) .
وقال السخاوي رحمه الله:
” حديث البطيخ وفضائله صنف فيه أبو عمرو النوقاني جزءا‘ وأحاديثه باطلة‘ قال أبو القاسم التيمي فيما أجاب به أبا موسى المديني : لا تزيده كثرة الطرق إلا ضعفا‘ وقال النووي: إنه غير صحيح ” انتهى من ” المقاصد الحسنة ” (ص/238) .
ابن الجوزي في الموضوعات [286/2] : (وَلا يَصح فِي فضل الْبِطِّيخ شيء) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [213/32] : (الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَةُ فِي الْبِطِّيخِ كُلُّهَا مُخْتَلَقَةٌ لَمْ يَرْغَبْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَكْلِ الْبِطِّيخِ . وَجَمِيعُ مَا يُرْوَى مِنْ هَذَا الْجِنْسِ فَهُوَ كَذِبٌ) وبهذا يتضح أن الأحاديث الواردة في السؤال مما لم يعرف لدى أهل العلم بالحديث النبوي، ولم يصحح أحد منهم شيئا منها‘ بل هي من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبح الله واضعيها وما أكثر الأحاديث المكذوبة التي وردت في فضائل بعض أنواع الطعام والشراب‘ كأحاديث الحلبة والهريسة وغير ذلك والواجب عليكم التحذير من نقل مثل هذه الأحاديث ومن تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي وليعلم من نقلها خطورة هذا العمل يقول عليه الصلاة والسلام: (من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) } رواه مسلم {ويقول: (من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار) }رواه البخاري {وعلى من نقل مثل هذه الأحاديث من دون تثبت من صحتها التوبة من صنيعه‘ وتنبيه الناس أنها أحاديث لا تصح‘ وإنما تحكى في بعض الكتب حكاية مجردة عن التوثيق وعليه ألا ينشر في المستقبل أي حديث إلا بعد التأكد من صحته .
وعليكم بمراجعة كتاب الشيخ العلامة محدث الشام محمد ناصر الدين الألباني : ” سلسلة الأحاديث الضعيفة ” (رقم/167)‘ (رقم/4012) والله أعلم .
2021-09-21 10:54:05